اعلن الزميل في قناة الجزيرة عباس ناصر على صفحته على موقع "فيسبوك" انه ترك عمله في المحطة وكتب الرسالة الاتية: "هذه نهاية علاقتي بقناة الجزيرة.
وفي اداب المغادرة درجت العادة على شكر الأحبة والزملاء. وأنا، حتما لن أخرج عن هذا الطقس الجميل.
شكراً لكل زميل وصديق، سيما من عملت معهم في الحروب وأماكن التوتر.
شكرًا لرئيس مجلس الادارة الذي بقي متحفظا على الاستقالة ستة أشهر، ولم يقبلها الا بعد الإصرار والإلحاح.
شكرًا للصديق ياسر ابو هلالة الذي تشهد القناة معه نقلة مميزة في هويتها البصرية في عيدها العشرين.
وبعد، تبقى إشارتان.
الأولى، شهادة. ومفادها أنني لم ألق من هذه القناة الا ما يُسر.
تفهمت خصوصيتي في وقت لم يتفهمه أقرب الناس لي. وقبلت تحفظاتي، من دون تحفظ، في وقت لم يحتمل قريبون مني، ما هو أقل وأدنى.
قبلت مثلا، تمنعي عن تغطية الشأن السوري، رغم إيماني أن ما تشهده سوريا ثورة. وقبلت اختلافي، فكنت، كما اخرون، علامة فارقة، يُحترم رأينا ويُسمع بصرف النظر عن حجم تأثيرنا في الصياغة النهائية للمحتوى. وهنا أكرر ما قلته مراراً ان أكثر ما يريح في هذه القناة أنها تبيح لك ان تشبهها بالمقدار الذي تريد انت ان تشبهها فيه. تشابهنا ولم نتطابق، وهذا أمر لم أعهده في أي مكان اخر بما في ذلك عائلتي الواسعة، التي لا تقبل بما دون التماهي الكامل.
والثانية، موقف.
أما وقد انتهت علاقتي بالقناة ببعدها الوظيفي. فهي مناسبة للتأكيد على كل مواقفي السابقة. ذلك انه كان سهلاً على بعض الصغار ان يتهمونني بالترزق لمجرد الاختلاف عنهم في التفكير، او الاختلاف معهم في الرأي.
اليوم أنا عاطل عن العمل. متحرر تالياً من هذه التهمة السخيفة. موقفي هو هو. ضد القتل أينما كان.
لبنان 24