حينما انتقلت الحياة الاجتماعية لكثير من الناس إلى مواقع التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك على مدى العقد الماضي، رافق ذلك الكثير من الجزع والضيق بسبب ما قد يسببه كل هذا الوقت الذي يُنفق أمام الشاشات على الصحة، ولكن دراسةً جديدةً خلصت إلى أن المزيد من الوقت على الشبكات الاجتماعية يرتبط بطول العمر.
وتؤكد الدراسة أن الآثار الصحية للحياة الاجتماعية النشطة على الإنترنت تعكس إلى حد كبير فوائد الحياة الاجتماعية المماثلة على أرض الواقع.
وتقول الدراسة: “وجدنا أن الناس الذين لديهم المزيد من الأصدقاء على الإنترنت هم أقل عرضة للموت مقارنة بنظرائهم غير المتصلين. وهذا الدليل يتناقض مع تأكيدات بأن لوسائل التواصل الاجتماعي تأثيرًا سلبيًا صِرْفًا على الصحة”.
وقد فُصِّلت أساليب الدراسة مطولًا في المقالة، وتمت الموافقة عليها من قبل 3 مجالس مراجعة جامعية وحكومية. ولكن المشككين سيلاحظون أن شركة فيسبوك نفسها كانت مشاركة على نحو وثيق بالدراسة. فمن بين مؤلفيها ويليام هوبز، وهو زميل ما بعد الدكتوراه في جامعة نورث إيسترن، وسبق له أن عمل لدى فيسبوك متدرب بحثي في العام 2013، إضافةً إلى كاتب آخر، وهي مويرا بورك، التي عملت على المقالة بصفتها عالم أبحاث لدى فيس بوك.
وقال هوبز، الذي أجرى البحث حينما كان طالب دكتوراه في جامعة كاليفورنيا، سان دييغو إن فيسبوك لم تتدخل في نتائج الدراسة. وأضاف: “كان لدينا بعض الأمور في الكتابة ما لا يمكن لهم فيسبوك أن يتدخلوا في نشر البحث مهما كانت النتيجة”. وأشار إلى أنه مع ذلك كانت الشركة “واثقةً جدًا أننا سنخلص إلى هذه النتيجة”.
وذكر بيان صحفي أُرسل من قبل متحدثة باسم جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، “البحث يؤكد ما عرفه الباحثون منذ زمن طويل عن العالم الواقعي: الناس الذين يملكون علاقات اجتماعية قوية يعيشون زمنًا أطول”.
واستندت الدراسة على الملفات الشخصية لـ 12 مليون مستخدم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك من كاليفورنيا أتاحتها الشركة للباحثين، إضافة إلى السجلات الطبية لهؤلاء المستخدمين من إدارة الصحة العامة في الولاية. وكان المستخدمون من مواليد 1945 – 1989.
ووجدت الدراسة أن “الاستخدام المعتدل” لشبكة فيسبوك يرتبط مع أدنى معدل وفيات، وأن كثرة تلقي طلبات الصداقة ترتبط بمعدل وفيات منخفض، ولكن العكس غير صحيح بالنسبة لإرسال طلبات الصداقة.