إن معرفة أنواع العلاجات والأدوية الطبية المنتشرة بشكل كبير هذه الأيام ستساعدك على معرفة الكثير من عوامل الخطر المحيطة بك أكثر من أي وقت مضى، وبالتالي تجنبها للحفاظ على سلامتك.
فأصبح بإمكاننا الآن أن نفحص أدمغتنا، ونعالج الأورام السرطانية قبل أن تظهر، كما أصبح بمقدورنا أن نحدد احتمالات الإصابة بالأمراض عبر الجينات قبل أن يولد الجنين، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يتوجب علينا فعل هذا لمجرد أنه متاح؟
أجاب على هذا السؤال دراسة أجرتها 23 جامعة وجمعية طبية أسترالية ضمن المبادرة الدولية للاختيار بحكمة، وذلك لوضع توصيات جديدة بشأن الاختبارات التشخيصية والعلاجات التي نخضع لها رغم عدم حاجتنا الماسة لها، وأيضاً رغم الخطورة التي تتسبب فيها.
تكنولوجيا الجينات تتزايد بشكل متسارع هذه الأيام، إذ يستطيع أي شخص أن يرسل عينة من البصاق داخل أنبوبة اختبار وإرسالها للولايات المتحدة الأميركية كي يتم تحليلها والتعرف على الجينوم الكامل الخاص به.
يقول البروفيسور بجمعية الوراثة البشرية في أستراليا جاك جولدبات أن غالبية الأشخاص الذين يُجرون الاختبارات الجينية ليسوا بحاجة ماسة للخضوع لها، وأن غالبيتهم ينتمون لفئة الأشخاص الأصحاء، فيما حذر جولدبات من الخضوع لتلك الاختبارات دون استشارة الطبيب.
كما أكد التقرير أنه يجب تجنب هذه الاختبارات والعلاجات ما لم يصفها الطبيب، ومن أبرزها:
1. لا تسع للخضوع لاختبارات الدم الخاصة بفيروس الهربس، ما لم يكن هناك دلالة إكلينيكية واضحة على أنك قد تكون مصاباً به.
2. اختبار فيروس الهربس بالدم ليس مناسباً للأشخاص الذين لم تظهر عليهم أعراض المرض بعد، كما أنه لا يؤكد بشكل دقيق سواء كان الشخص مصاباً أو معرضاً لخطر انتقال المرض له.
3. لا تكرر الخضوع لمنظار القولون وتتجاوز المعدل الطبيعي الموصى به من المجلس الوطني للصحة والبحوث الطبية، إلا إذا استدعت الحاجة الطبية لذلك.
4. فحص القولون بالمنظار، سواء عن طريق استئصال الزوائد اللحمية بالأمعاء أو لا، هو تدخل جراحي غير مرغوب فيه، قد يكون له بعض المضاعفات، مثل ثقب الأمعاء أو حدوث نزيف عقب استئصال تلك الزوائد اللحمية، ويتوقف ذلك على حجم قرح الأمعاء.
5. يجب أن يستهدف اختبار فحص القولون بالمنظار الأشخاص الذين من المتوقع أن يحققوا أقصى استفادة منه، مع تقليل معدلات استخدامه كلما أمكن ذلك لتقليل خطر الإصابة بالسرطان.
6. لا تعالج مرض فطريات الفم (السلاق الفموي) باستخدام أدوية مضادة للفطريات إلا بعد الخضوع للفحوصات الطبية والاختبارات الميكروبيولوجية المناسبة.
7. من المهم جداً استبعاد الأسباب الأخرى المؤدية للإصابة بأعراض شبيهة بأعراض الأمراض الفطرية مثل التهاب المهبل البكتيري أو الهربس التناسلي، كما يجب الانتباه إلى أن استخدام الأدوية المضادة للفطريات بشكل غير مناسب قد يؤدي إلى زيادة مقاومة الفطريات للعلاجات.
8. من غير الصحي استخدام العلاج الإشعاعي على الثدي بالكامل عند علاج السيدات اللاتي يزيد أعمارهن عن 50 عاماً، واللواتي يعانين من المراحل المبكرة من سرطان الثدي دون تجربة العلاجات الأخرى البديلة لفترات طويلة.
إذ أكدت الأبحاث الحديثة أن خضوع المرضى لكورسات علاجية قصيرة قد ساهم في تحسين النتائج العلاجية وتعزيز التحكم بالأورام، وأخيراً يجب على المرضى والأطباء تقييم الخيارات المتاحة لاختيار الكورس العلاجي الأفضل الذي يناسبهم.
(هافينتغتون بوست)