معروف أنّ القيم الإنسانية ليست مجرّدة وتصلح كيفما كان وأينما كان، بل هي مرتبطة بشكل عضوي بالزمان والمكان المناسبَين اللّذين إمّا أن يسمحا بوضعها في "خانة الصالحات" أو لا.
الوفاء؛ قيمة إنسانية رفيعة لا تخرج عن هذا الإطار، بالأخصّ عندما تُستعمل كواحدة من عدّة العمل السياسي، فتصبح حينئذ كإدخال أي مقدّس في العمل المدنّس ولا تفضي ساعتها إلا إلى محاولة رخيصة للاختباء خلفها وتسيء أكثر ما تسيء إلى هذه القيمة ولمن يستغلّها، وتحت خانة "الوفاء " هذه يحاول حزب الله أن يقنعنا بالكثير من خياراته! إذ أدخله "الوفاء" لبشار الأسد إلى سوريا محاربا، واليوم تحت نفس الخانة يفرض على اللبنانيين رئيسا هو نفسه غير مقتنع به... كل ذلك بدون أن يراعي الحدّ الأدنى من الوفاء لا للشعب السوري المظلوم بخياره الأول ولا لحليفه الأول في الداخل اللبناني نبيه بري.