هزّت أصوات الاشتباكات العنيفة والانفجارات الضخمة، الأحد، أرجاء مدينة حلب السورية في اليوم الثالث لهجوم الفصائل المعارضة والإسلامية على أطراف أحياء المدينة الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، وسط تضارب المعلومات حول القصف على الأحياء الشرقية بعد إعلان موسكو عن توقف الضربات الجوية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، أن مقاتلاتها والمقاتلات التابعة للنظام السوري لم تحلّق فوق حلب لمدة 13 يوما. وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، الجنرال إيغور كوناشينكوف، إن الطائرات الروسية والسورية لا تقوم بأي طلعات فوق مدينة حلب لليوم الـ13 على التوالي.
وأضاف المتحدث أن الفصائل المقاتلة كما وصفها تواصل قصفها المكثف على المناطق السكنية والممرات الإنسانية في حلب، زاعما أن 12 مواطنا نجحوا في العبور إلى إحدى المناطق الآمنة ليل الأحد، عبر ممر المشارقة في حلب، في حين أفاد المرصد السوري بأن اشتباكات بين قوات النظام والفصائل المقاتلة دارت في محيط منطقة عزيزة بالريف الجنوبي لحلب، وترافقت الاشتباكات مع قصف متبادل بين الجانبين تمكنت خلالها الفصائل المعارضة من أسر عناصر من قوات النظام والميليشيات الموالية لها.
ستيفان دي ميستورا: المدنيون يعانون من كلا الجانبين بسبب محاولات غير مجدية، لإخضاع حلب
وتدور منذ الجمعة اشتباكات عنيفة عند أطراف الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في حلب إثر هجوم شنته فصائل مقاتلة وإسلامية وجهادية، بينها خصوصا جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) وحركة أحرار الشام وحركة نورالدين زنكي.
وتقول الفصائل إنها تهدف من خلال هجومها إلى كسر حصار تفرضه قوات النظام منذ أكثر من ثلاثة أشهر على الأحياء الشرقية، إلا أن الموفد الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا أعرب الأحد عن “صدمته” لإطلاق الفصائل المعارضة عددا كبيرا من القذائف والصواريخ العشوائية على أحياء غرب حلب.
وقال دي ميستورا في بيان صدر، “من يزعمون أن القصد هو تخفيف الحصار المفروض على شرق حلب ينبغي أن يتذكروا أنه لا يوجد ما يبرر استخدام الأسلحة العشوائية وغير المتناسبة على مناطق مدنية، الأمر الذي يمكن أن يرقى إلى جرائم حرب”.
وتابع “لقد عانى المدنيون من كلا الجانبين في حلب بما فيه الكفاية بسبب محاولات غير مجدية وقاتلة، لإخضاع حلب، هؤلاء المدنيّون يحتاجون إلى وقف دائم لإطلاق النار”.
وتشكل مدينة حلب الجبهة الأبرز في النزاع السوري والأكثر تضررا منذ اندلاعه في العام 2011. وهي مقسمة منذ العام 2012 بين أحياء غربية يعيش فيها حوالي مليون و200 ألف شخص، وأخرى شرقية يعيش فيها أكثر من 250 ألف شخص.
وأفاد رامي عبدالرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأنه ” 38 مدنيا قتلوا، بينهم 14 طفلا، جراء المئات من القذائف والصواريخ التي أطلقتها الفصائل المعارضة على الأحياء الغربية في مدينة حلب منذ بدء هجومها”.
وأضاف أن “الاشتباكات على أشدها في محور ضاحية الأسد، إذ تحاول الفصائل التقدم باتجاه حي الحمدانية” الواقع تحت سيطرة قوات النظام والمحاذي للأحياء الشرقية.
ولفت مدير المرصد إلى “عدم حصول تقدم حتى اللحظة في حين تستهدف الفصائل مواقع قوات النظام بالعشرات من الصواريخ”، مشيرا إلى “وصول تعزيزات عسكرية من مقاتلين وسلاح إلى الطرفين”. وكانت الفصائل وبعد ساعات من إطلاقها الهجوم قد سيطرت على الجزء الأكبر من منطقة ضاحية الأسد، ولم يتمكن الجيش السوري سوى من استعادة البعض من النقاط، فيما تمكن من صد هجوم عنيف آخر على حي جمعية الزهراء.
وتدور المعارك على جبهة تمتد حوالي 15 كيلومترا من حي جمعية الزهراء عند أطراف حلب الغربية مرورا بضاحية الأسد والبحوث العلمية وصولا إلى أطراف حلب الجنوبية. وقال مصدر سوري ميداني إن هجوم الفصائل “ضخم جدا ومنسق”.
كما أكد عضو المكتب السياسي في حركة نورالدين زنكي ياسر أن “معنويات الثوار مرتفعة جدا”، مشيرا إلى “هجوم مرتقب من داخل الأحياء الشرقية” لدعم العملية الجارية. وقال “لا تزال هناك مفاجآت كبيرة مستقبلا حول تنوع المحاور التي سيتم فتحها".
صحيفة العرب