انشغل الشعب اللبناني بالاستحقاق الرئاسي وغفل عن الإرهاب البيئي الذي يهدّد أغلى ما لديه: صحته.
أزمة النفايات عمرها ١٨ سنة ولكن أعيُن الناس أبصرتها بوضوح منذ سنتين تقريباً. كما كنت أقول دائماً النفايات هي كنز من ذهب. أمّا في لبنان فهي كنز مهدور وقنبلة موقوتة.
في صيف ال ٢٠١٤ تحولت مدينة بيروت من سويسرا الشرق إلى مزبلة الشرق بسبب إهمال الحكومات السابقة قضية معالجة النفايات المنزلية الصلبة، فشهدنا طمراً مفتوحاً وحرقاً للنفايات في شوارع بيروت. هذه الظاهرة الخطيرة تؤدي إلى المخاطر التالية:
١- أمراض في الجهاز التنفسي خاصتاً عند حديثي الولادة.
٢- أمرض في القلب و الدم تظهر مع الوقت.
٣- أمراض سرطانية .
٤-أمرض جلدية .
٥- ظهور كثيف للحشرات و القوارض مما يؤدّي إلى تفشّي الأمراض.
٦- تلوّث المياه الجوفية والثروة البحرية مما يؤدّي إلى زيادة الأمراض المذكورة.
وعندما غابت النفايات عن أعين الناس لفترة وجيزة كانت تعالج بطريقة عشوائية في مطامر برج حمود والكوستا برافا اللّذان لا يطبِّقان الشروط الصحية للمطامر. ومدّة عمل هذان المطمران هي ثلاث سنوات فقط وبعد ذلك سنشهد الأزمة نفسها.
كيف يمكن أن نعالج و نستفيد من النفايات:
١- النفايات العضوية تشكل ٦٠٪ من نفايات لبنان ويمكن تحويلها إلى أسمدة زراعية لدعم القطاع الزراعي و الاستفادة من غاز الميثاين الناتج عن تحويلها إلى طاقة كهربائية لتشغيل مركز المعالجة والمكان المحيط به.
٢- ١٢٪ بلاستيك، ١٠٪ ورق، ٨٪ زجاج؛ يمكن إعادة تدويرهم واستخدامهم من جديد.
٣- ٥٪ ما تبقّى ويذهب إلى مطامر صحية بعيدة عن السكن.
أتمنى أن ينتهي الإرهاب البيئي والصحي لأنّ الدول تُبنى على الأجيال القادمة، فإذا بقيَت هذه الأزمة ستكون أجيالنا القادمة مشغولة بأمراضها لا بتنمية لبنان.