أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي أن المملكة العربية السعودية مستهدفة من الجهات كافة، مشدداً على أن أسس السياسة الخارجية للمملكة لم تتغير، وأنها تسعى دائماً إلى تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي في المنطقة والعالم أجمع.

جاء ذلك خلال كلمته ضمن أعمال المؤتمر السنوي الـ 25 لصناع السياسة الأميركية - العربية الذي نظمه المجلس الوطني للعلاقات الأميركية - العربية، بحسب ما نشرته «وكالة الأنباء السعودية» (واس) اليوم (السبت).

وأوضح الأمير عبدالله بن فيصل أن المملكة تعتبر من أكثر الدول التي لها علاقات قوية خصوصاً مع دول العالم المتقدمة، والخلافات على مر تاريخ المملكة عادة ما تكون مع الدول والأنظمة الفاشلة أو المنهارة، بما فيها الدول التي تستغل القضايا العربية والإسلامية والصراعات لتحقيق مكاسبها.

وأضاف أن «السعودية لا تستخدم الدين كشعار، وإنما هي عربية وإسلامية بهوية شعبها بخلاف تلك الدول التي تستخدم الشعارات الإسلامية لتبرير تصرفاتها العدوانية، مثل إيران».

وقال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة ان «المملكة مستهدفة في شكل عام، فلدينا الأماكن المقدسة ومكانتنا الاقتصادية وموقعنا الاستراتيجي لذلك فنحن مستهدفون من الجهات كافة».

وحول العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، أفاد سفير خادم الحرمين الشريفين بأن «الولايات المتحدة تفهم مدى أهمية هذه العلاقات التي تربط البلدين»، لافتاً إلى أن «العلاقات مع الولايات المتحدة بدأت عبر قطاع الأعمال وعبر العلاقات الشخصية بين الأفراد من خلال الأنشطة النفطية والهندسية والطلاب والتعليم». وتابع أن «العلاقات مع الولايات المتحدة كانت وما زالت قوية وناجحة، لا سيما في ظل التحديات والضغوط الكثيرة التي واجهتها على مر الأعوام، ولكنها تخطتها بنجاح وأصبحت متينة في مجالات عدة، ما يعكس دور السعودية الإيجابي على مستوى العالم، ولننظر إلى ما تم انجازه مع الولايات المتحدة، فالآن توجد التجارة والعمل السياسي ومكافحة الإرهاب وغيرها».

وأكد الأمير عبدالله بن فيصل أن «العلاقات مع الولايات المتحدة تستند إلى أسس ثابتة، كما أنها العلاقات بين البلدين تقوم على قدر كبير من الثقة رغماً عن اعتقاد البعض بأن الأمور تتغير وفقاً للإدارة الأميركية التي تحكم البلاد. نحن نواصل هذه العلاقات التي تشهد أوقاتاً صعبة وأوقاتاً جيدة». وفي ما يتعلق بقانون «جاستا»، لفت سفير خادم الحرمين إلى أن «هذا أمر يخص الولايات المتحدة»، مشيراً إلى أن «عدد كبير من الدول عبرت عن استيائها من هذا القانون».

وحول الأحداث الجارية في اليمن وعلى الحدود مع المملكة، قال إن «من يعتدي على أمننا ويخترق الحدود ويقترف الجرائم فإننا سنرد عليه أياً كان، ونحن ندعم الشرعية ومن يريد حل المشكلة أو الأزمة اليمنية عليه أن يسمى الأشياء بمسمياتها ويحدد المسؤول عن هذا الصراع وهذه المشكلة ومن يدعمهم».

وحول الشأن السوري، أكد الأمير عبدالله بن فيصل أن المملكة «لا تبحث عن أعداء لها في سورية، وموقف المملكة من بشار الأسد هو بسبب الأعمال الوحشية التي يقوم بها ضد شعبه، وأنه فقد شرعيته أمام الشعب السوري الذي قتل منه مئات الآلاف وهجر الملايين».