في مناسبة مرور 40 عاماً على بدء عمليات سرية إسرائيلية خلف حدود دولتها، قررت إسرائيل أن تكشف عن أهم مهمات وحدة شلداغ، وهي وحدة الكوماندوس السرية في سلاح الجو الإسرائيلي.
وللمرة الأولى منذ تأسيس هذه الوحدة سمح الجيش الإسرائيلي لصحيفة "إسرائيل اليوم"، بسرد لمحة نادرة عنها، هي المعروفة أيضاً باسم الفريق الهوائي الأرضي الخاص. وتعد هذه الوحدة من الوحدات الأكثر سرية في الجيش، المكلفة، في المقام الأول، بالقيام بالمهمات السرية في إطار ما تسميه إسرائيل "الحرب بين الحروب".
وتعمل الوحدة، وفق الصحيفة الإسرائيلية، على الحلول المبتكرة، وتطوير تكتيكات جديدة، والقدرة على التكيف في ظل ظروف معقدة. وتشمل مسؤولياتها الاستطلاع، إنشاء المطارات، وتنفيذ العمليات البرية الهجومية، والمشاركة في العمليات الجوية- البرية المشتركة. وتشارك في تطوير أنظمة الأسلحة الجوية الأكثر تطوراً.
وكانت الوحدة قد تأسست في العام 1976 كجزء من الدروس المستفادة من حرب العام 1973، وكان الدافع إلى تشكيلها توفير حل لتهديد صواريخ أرض- جو للطائرات الإسرائيلية.
وخلال حرب لبنان في العام 1982، عرضت الوحدة قدرات نظام الليزر الخاص بها، لتحديد الأهداف بجودة عالية وتوجيه ضربات جوية بالغة لا يمكن كشف مصدرها من الأرض. وفي أوائل التسعينيات، بدأت الوحدة العمليات لمواجهة تهديد صواريخ أرض- أرض، لتصبح خبيرة في اصطياد هذه الصواريخ.
وقد قامت الوحدة خلال عملية عناقيد الغضب في العام 1996، بأكثر من 30 عملية على الأراضي اللبنانية، بمشاركة أكثر من 200 من عناصرها، إذ كُشف للمرة الأولى عن دورها المهم في هذه العملية.
بعد عقد من الزمن، خلال حرب تموز 2016، أجرت الوحدة عشرات المهمات لجمع المعلومات الاستخبارية، وتعقب فرق إطلاق الصواريخ الخاصة بحزب الله. وأكثر عملياتها شهرة خلال هذه الحرب كانت العملية التي نُفذت بالتعاون مع ماتكال، أي وحدة استطلاع النخبة في الجيش الإسرائيلي. وخلال العملية، دهمت وحدات الكوماندوس مستشفى دار الحكمة في مدينة بعلبك في العمق اللبناني، الذي كان يستخدم كمقر لحزب الله. وقد اشترك جنود شلداغ في جهود البحث والانقاذ لانتشال جثة الرقيب اللواء (احتياط) كيرين تندلر، وهي الأنثى الأولى التي تعمل في صيانة الطائرات في سلاح الجو الإسرائيلي.
ووفق مصدر مطلع في الوحدة، فإن مهماتها في معظم الحالات، تتطلب حلولاً فريدة ومبتكرة، وتطوير مجموعة واسعة من أدوات الاستطلاع وفرق العمل القادرة على التكيف. ولكل مهمة، والتي غالباً ما يستغرق الاستعداد لها أشهراً، يتم اختيار الجنود وفق مجموعة من المهارات الخاصة بهم. في واحدة من هذه المهمات، التي نُفذت في أواخر الثمانينات في عمق لبنان، استطاعت طائرة خفيفة من إنزال قوة صغيرة من ستة إلى ثمانية من عناصر الوحدة، الذين وصلوا إلى هدفهم، وجمعوا المعلومات الاستخبارية ووضعوا علامات الليزر على الأهداف لتوجيه الغارات الجوية بدقة.
والتأهل للحصول على فرصة للانضمام إلى هذه الوحدة، يفرض على المرشحين المحتملين الخضوع إلى مجموعة من اختبارات الاستعداد قبل التجنيد في الجيش. وعند اجتياز عملية الفحص الأولية، يجب على المرشحين أن يجتازوا تدريباً شاقاً يمتد إلى نحو عامين، في حين تُعد نسبة المتخرجين من التدريب ضئيلة، إذ لا تتجاوز 25٪.
المدن