بدأ الحديث عن تشكيل الحكومة. القوات اللبنانية طالبت بوزارة سيادية هي وزارة الداخلية على أن يتسلمها العميد المتقاعد من عائلة نبهان، اما بالنسبة للعماد ميشال عون فأبلغ الحريري والاطراف السياسية انه يريد وزارة الدفاع، وبالنسبة للرئيس بري فهنالك تفاوض بينه وبين تيار المستقبل بشأن وزارتي المالية والخارجية، ذلك ان مواقف الوزير باسيل الخارجية أزعجت تيار المستقبل ولا يريد الرئيس بري أن يأتي وزيراً من «المستقبل» يأخذ مواقف خارجية عكس مواقف الوزير جبران باسيل او في منتصف الطريق، بل ان بري يريد وزيراً للخارجية يأخذ نفس المواقف التي اتخذها في اجتماعات اتحادات البرلمانات في دول العالم، حيث كان موقف الرئيس بري مبنياً على الاعتدال والتوازن حتى بين ايران والسعودية، ولذلك اذا وافق تيار المستقبل على الالتزام بالسياسات الخارجية التي يريدها الرئيس بري سيأخذ الحريري الخارجية والرئيس بري المالية، والا سيأخذ بري الخارجية والحريري المالية، ويفكر العماد عون والحريري مع الوزير جبران باسيل بالاتيان بوزراء شبان اعمارهم تتراوح بين 35 و40 سنة وقد اختار حتى الآن الوزير جبران خمسة وزراء لم يعلن عنهم وسيترك الاعلان لما بعد الاستشارات النيابية بشأن رئيس الحكومة المكلف كي لا تحصل ردة فعل سلبية ضده.
ونعود الى الموضوع الأساسي وهو ان سماحة السيد حسن نصرالله قال: «فلتحصل اتفاقية شاملة بشأن رئيسي الجمهورية ورئيس الحكومة وتشكيلها ضمن انتخاب رئيس الجمهورية»، لكنّ أحداً في حزب الله وحتى الآن لم يقم بتسمية الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة والأكيد هو أن مجلس قيادة حزب الله لم يبلغ سعد الحريري التزامه بترشيحه لرئاسة الحكومة حتى ان حزب الله يحتفظ بهذا السر حتى لحظة الاستشارات النيابية وتكليف رئيس الحكومة القادم، واذا كان الدستور يُلزم بتسمية المرشح بالاسم وليس وضع أوراق بيضاء، فمَن يدري وقد تحصل مفاجأة وهو ان يعلن حزب الله وضع اصوات كتلته بتصرف العماد ميشال عون لاختيار رئيس الحكومة المقبل، رغم ان هذا الأمر مستبعد حالياً لكن يبقى وارداً والسبب هو انه قبل 48 ساعة من معركة رئاسة الجمهورية لم يعلن حزب الله رسمياً ولا قام بتبليغ الرئيس الحريري رسمياً او صدر بيان رسمي عن حزب الله في هذا المجال انه سيرشح الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة، اضافة الى ان الامر مرتبط بنتائج انتخابات رئاسة الجمهورية التي ستحصل، وعدد الاوراق البيضاء واسم الوزير سليمان فرنجيه وعدد الاصوات التي سينالها المرشح الثاني لرئاسة الجمهورية.

ـ جنبلاط يؤيد عون ـ

عند الساعة الثامنة والنصف من مساء أمس وصل العماد ميشال عون الى كليمنصو حيث استقبله جنبلاط بكلمة «مبروك» وأبلغه القرار التالي، وهو ان اكثرية اعضاء اللقاء الديموقراطي سيؤيدون العماد عون اما نواب الحزب التقدمي الاشتراكي فهم ملزمون وملتزمون بتأييد العماد عون لرئاسة الجمهورية. وجرى تبادل الحديث عن دور جنبلاط في المرحلة المقبلة ودور الرئيس عون ولفت النظر ان جنبلاط اراد تمرير رسالة وهي انه طبعاً سينسق مع العماد عون لكنه ذكر اسم الرئيس بري واسم الرئيس الحريري كرئيسين للتنسيق معهما ايضاً، وجنبلاط اخذ قراره بشأن الانتخابات الرئاسية بتأييد عون لأنه يعتقد ان الانتخابات النيابية لن تجري على اساس النسبية، ولن يتم اقرار هذا القانون وبالتالي ستحصل الانتخابات على اساس قانون 1960، وهكذا ربح جنبلاط السنة في اقليم الخروب عبر دعم الحريري لرئاسة الحكومة وربح المسيحيين في الجبل عبر دعمه للعماد عون، وبالتالي اصبح النائب جنبلاط الاقوى على الاطلاق في شكل لا مثيل له سابقاً الا في حرب الجبل سنة 1985 سواء في عاليه ام في الشوف وسينعكس ذلك لاحقاً على راشيا وحاصبيا.

ـ بري شخص آخر ـ

بعد الانتخابات الرئاسية يوم الاثنين وبعد وصول العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية سنرى الرئيس نبيه بري شخصا اخر ابتداء من يوم الثلاثاء والرئيس نبيه بري الذي اعلن انه سيعارض وسيخوض «الجهاد الأكبر» سيلعب دوراً ايجابياً جداً ولن تحصل معارضة جدية من قبله بل سيشارك في الحكومة وسيعمل على تحقيق انجاز قانون جديد للانتخابات النيابية على اساس النسبية، وهنا سيختلف مع الرئيس الحريري بشأن النسبية. اما بالنسبة للعماد عون فهو متفق مع بري على النسبية وكذلك القوات اللبنانية لكن تيار المستقبل لا تناسبه النسبية لذلك سيكون بري شخصا آخر، يؤيد هنا ويعارض هناك وحتى في اليوم الواحد سيكون له عدة تصريحات ومواقف لأن الاحداث ستكون سريعة ودقيقة، وبري لا يريد تضييع الوقت، وكل ما قيل قبل الجلسة عن معارضة وانشاء كتلة معارضة ولا نعرف من يعارض الرئيس بري فهل يعارض عون ام الحريري ام سيعارض الاثنين، لكن الارجح سيدخل الحكومة لأن السر الذي قاله ليل امس للوزير وليد جنبلاط وبينهما فقط  انه سيدخل الحكومة هو والحزب التقدمي الاشتراكي ويكون لهما دورهما المشترك داخلها.

ـ عون رئيساً الاثنين ـ

الاثنين 31/10/2016 وبعد 47 جلسة وانتظار سنتين ونصف من الفراغ الرئاسي ستحصل الاثنين الاعجوبة وسيتم انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وسيكون العماد عون عاطفياً جداً اثناء القاء كلمته لأنه سيتذكر 13 تشرين الأول 1990 يوم خرج من قصر بعبدا ويوم كانت الرئاسة قريبة منه على مستوى الجمهورية، وعلى الارجح سيطلب العماد عون من الرئيس بري عقد خلوة بينهما ليرتاح في مكتب بري سواء قبل الخطاب او بعد الانتخاب والخطاب لان العماد عون سيكون متأثراً جداً والبعض يقول انه سيتذكر الشهداء وقد تسيل دمعة على خده وستكون الدمعة التاريخية.

ـ التهاني والاستقبالات ـ

بعد ذلك، ستجري التهاني بانتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية في 6 تشرين الثاني وسيكون الزحف الشعبي ضخماً جداً جداً وعند استشارة العماد عون بالموضوع والخوف الامني من دخول احد المندسين بين المهنئين طلب العماد عون السماح للناس بتهنئته شرط اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة. اما بالنسبة للوزراء والنواب والشخصيات والسفراء سيتم فتح 3 صالونات للانتظار فيها، ويتم دعوتهم تباعاً لتقديم التهنئة للعماد عون الذي سيكون محاطاً بأركان الدولة، وهذا الأمر اشار اليه المرشح النائب سليمان فرنجيه عندما تم سؤاله عن التهنئة فقال: «سيتعلق الأمر بفترة الانتظار والصالون الذي سننتظر به» واذا طال انتظار الوزير فرنجيه بتقديم التهنئة فمن الممكن ان يذهب ويغادر القصر دون تقديم التهنئة، وبروتوكول القصر الجمهوري يعمل ليلا نهارا على تسيير الأمور.

ـ عون يرفض مشاركة مقبل ـ

وعلمت «الديار» ان العماد ميشال عون لا يريد ان يشارك نائب رئيس الحكومة سمير مقبل في تقبل التهاني بل يريده ألاّ يحضر وربما اوصل خبرا له في هذا المجال، كما أوصل خبراً لثلاث شخصيات وزارية او غير وزارية، ولا نستطيع الكشف عنها، بألا يحضروا الى القصر لتقبل التهاني والامر لا يلزم  ان يتشاور العماد عون مع بري  والحريري لأن عون اعتبر ان الناس جاءت لتهنئته بانتخابه رئيساً للجمهورية وهو لا يأخذ صورة تذكارية مع رئيس الحكومة الجديد والوزراء كي يسأل مَن يأتي ومَن يغيب.

ـ التعيينات والفيتوات ـ

الرئيس فؤاد السنيورة أبلغ الرئيس الحريري انه يرشح وزير المالية السابق جهاد أزعور ليكون حاكماً لمصرف لبنان الا ان العماد عون وضع فيتو على أزعور وكذلك حزب الله لا يقبل به ولذلك تم استبعاد اسمه عن حاكمية مصرف لبنان، اما شادي كرم المستشار الاقتصادي للرئيس ميشال سليمان فقد وضع العماد عون فيتو عليه لانه كان مستشارا للرئيس سليمان ويعتبر أن شادي كرم وفق خبراء ماليين لا يصلح لأن يكون اكثر من مدير مصرف فكيف بحاكمية مصرف لبنان؟ وفي المعلومات المسربة ان العماد عون والرئيس الحريري اتفقا على اثنين وذلك وفق مصدر في اقصى 8 آذار، والاتفاق هو ان يبقى حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامه حاكماً للمصرف المركزي، وان يأتي العميد كلود حايك قائداً للجيش اللبناني وان يأتي العميد بخعازي قائداً للحرس الجمهوري، وهناك ضابط مرشح ان يكون مديراً لمخابرات الجيش اللبناني لكنه ليس من المقربين جدا من العماد عون وانما ذكي جداً ورتبته غير عالية فهو برتبة رائد لكنه قادر على تغيير مديرية مخابرات الجيش من جذورها وتعيين ضباط من دورته او من دورات أدنى، بشكل يجعل من مديرية المخابرات تصبح بحركية قريبة من أجهزة لمخابرات الدولية وهو كان يدفع من جيبه أحياناً ثمناً لسلاح اشارة بقيمة 2000 دولار، لأن قيادة الجيش لم تكن تسلمه هذا الجهاز وعبر هذا الجهاز كان يصل الى اعتقال عصابات يقومون بخطف اشخاص وسرقة سيارات، لكن يجب ان يقتنع العماد عون به كي يأتي مديرا لمخابرات الجيش اللبناني انما الذي يعرف عن الرائد جيدا ويعرف حجمه وطاقاته هو المرشح لقيادة الجيش اللبناني العميد الركن كلود حايك.