تمّام سلام، عنوانٌ لمرحلةٍ سياسية لبنانية امتدّت أكثر من سنتين، وحملت على عاتقها مرحلة من أصعب وأسوأ المراحل التي مرّت بلبنان جرّاء الشغور الرئاسي، وها هو اليوم يعدّ العدّة لمغادرة القصر الحكومي، تاركاً وراءه عهدا مليئًا بالتناقضات السياسية والتي استطاع أن يحملها بصبرٍ وتأنٍّ وشجاعةٍ وحكمة، فاستطاع أن يدير البلد اليتيم بهمّةٍ سياسيةٍ عالية، وبحنكةٍ سياسية فرضَتها الوقائع السياسية التي عصفَت بالبلاد.
تمّام سلام، الرئيس الكبير الذي عَمِل بصمت، وجاهدَ بحكمة، وثابَر بإتقان، فأمسَكَ ببلد الفراغ الرئاسي، واستطاع أن يحفظ لبنان في مرحلةٍ خطيرةٍ كادت تقضي على الحياة السياسية لولا نعمة البصيرة التي تحلّى بها خلال هذه الفترة.
استطاع الرئيس تمّام سلام أن يمسك وحده بزمام الدولة بغياب الرئيس فسجّل تاريخ لبنان الحديث اسمه في قائمة المناضلين من أجل الدولة والوطن .
عملَ الرئيس تمّام سلام بصمتٍ وجهد، وحاول أن يستُر عيب الفراغ الرئاسي، فاستطاع بما تيسّر له أن يحفظ الجمهورية من الشتات والضياع، وبالرغم من المناكفات الحزبية والضغوط السياسية تابع بصمودٍ ومسؤولية تولّي السلطة لتصل البلاد إلى ما وصلت إليه اليوم، وها هو يسلّم الأمانة بعد أيام ليقول: اللهم إني قد فعلت كلّ شيءٍ لأجل وطني لبنان.
تمّام صائب سلام، ابن بيت بيروت الأوّل وابن العائلة البيروتية الكبيرة، سيشهد له التاريخ مجدّدًا باسم تمّام سلام، المرحلة اللبنانية ستحمل اسمه لسنوات طويلة فتتحدّث عن صموده أمام محاولات تعطيل الدولة، و عن صبره أمام نكد السياسة اللبنانية، وتتحدّث أيضًا عن انتصاره في الحفاظ على الدولة والجمهوية في أصعب المراحل التي مرّت بلبنان.
تمّام سلام الرئيس الذي لم ينصفه السياسيون والزعماء, ولئن مرّ خطاب الرئيس الحريري دون الإتيان على ذكره أو دون الإشارة إلى دوره في الإدارة الإيجابية للأزمة، إلا أنّ لبنان كله، والشعب اللبناني كله سيشهد للرجل بقدرته على الصمود أوّلًا وبمناقبيته ثانياً، ونظافة الكف ثالثا فلم تسجَّل عليه في تاريخ ولايته أيّ تبعية أو منقِصة.
تمّام سلام، كنتَ صوت كلّ لبناني حريص على وطنه، كنت الزعيم اللبناني الأوحد الذي حمى لبنان لأجل لبنان وشعب لبنان، كنت السياسي الوحيد الذي عمل بصمت من أجل الوطن ومن أجل هذا الشعب .
تمّام سلام، اللبناني الأصيل والبيروتي العريق، لقد حفظ اسمك كل لبناني كحامي للوطن في زمن الفراغ والتعطيل وستبقى، دائما في ذاكرة الوطن والشعب والجمهورية .