كل الدروب والأنظار باتت متجهة نحو جلسة الاثنين الرئاسية، حتى الوزراء ودّعوا بعضهم أمس في جلسة عبّروا خلالها عن يقينهم بأنها كانت الأخيرة للحكومة شاكرين رئيسها تمام سلام على «صبره وحكمته وحسن إدارته لمجلس الوزراء» طيلة فترة الشغور حسبما نقلت مصادر وزارية لـ«المستقبل» مشيرةً إلى أنّ سلام أبدى في المقابل أمله بانتخاب رئيس للجمهورية الاثنين قائلاً: «ناطرها مناطرة حتى أرتاح». في وقت لم يخفِ البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي غبطته وفرحته «الغامرة» جراء التطورات الرئاسية، منوهاً في دردشة مع «المستقبل» مساءً على هامش العشاء السنوي للمركز الكاثوليكي للإعلام بأهمية المبادرة الأخيرة للرئيس سعد الحريري مؤكداً أنها «أنقذت الجمهورية». 

الراعي الذي قال في كلمته أمام المشاركين في عشاء المركز الكاثوليكي: «تغمرني الفرحة لأن يوم الاثنين المقبل سيولد لنا رئيس بعد عامين ونصف العام من الشغور»، داعياً «جميع اللبنانيين والإعلام لدعم الرئيس الجديد والحكومة الجديدة»، أمل في دردشته مع «المستقبل» أن يُصار إلى «تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن لتعود دورة الحياة الدستورية إلى طبيعتها»، وأضاف: «أخيراً سيصبح عندنا رئيس بعدما تضرعنا طويلاً لحصول هذا الأمر، ونحن اليوم نشجع 

على اكتمال هذه العملية لتستعيد الدولة قدرتها على النهوض بالبلد والاهتمام بشؤون الناس»، متمنياً «التوفيق للعهد الجديد» ومؤكداً تشجيعه على إنجاح هذا العهد لكي يتمكن من تحقيق مصالح لبنان واللبنانيين.

موفد السعودية

في الغضون، برزت عشية الاستحقاق الرئاسي زيارة موفد المملكة العربية السعودية وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان إلى بيروت، حيث كان في استقباله في مطار رفيق الحريري الدولي الوزير محمد المشنوق وأركان السفارة السعودية، قبل أن يستهل جولته على المسؤولين من السرايا الحكومية بلقاء عقده مساءً مع الرئيس سلام استعرضا خلاله الأوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة في حضور القائم بأعمال السفارة السعودية وليد البخاري. ثم انتقل السبهان يرافقه البخاري للقاء كل من الرئيس أمين الجميل والرئيس ميشال سليمان، على أن يستكمل اليوم جولته على المسؤولين.

«الكتائب»

وفي مستجدات مواقف الكتل النيابية حيال الجلسة الرئاسية المرتقبة، لفت إعلان حزب «الكتائب اللبنانية» أمس أنّ كتلته البرلمانية لن تصوّت لصالح انتخاب رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية. وقال رئيس الحزب النائب سامي الجميل بعد اجتماع المكتب السياسي الكتائبي: «الواقعية السياسية في الانتخابات الرئاسية تعني أن يتخلى فريق سياسي عن مرشحه ويتخلى الفريق السياسي الآخر عن مرشحه أيضاً، ويتفقان معاً على مرشح حيادي أو على تسوية سياسية»، معلناً أنّ تصويت نواب «الكتائب» في الانتخابات الرئاسية «سيكون وفق قناعاتنا الراسخة ولن ندخل في الصفقة الرئاسية القائمة»، معوّلاً في الوقت عينه على «أن تكون ممارسة الجنرال عون إذا انتخب رئيساً للجمهورية بالروحية التي ناضلنا بها سوياً من أجل لبنان السيد الحر والمستقل بين سنتي 1990 و2005».