حمّل موقع "ديبكا فايلز" الإستخباراتي الإسرائيلي مسؤوليّة التوتّر الذي حصل أمس (الأربعاء) على الحدود اللبنانية بالقرب من المطلّة لـ "حزب الله"، معتبرًا أنّ الحزب أطلق يده في هذه المنطقة، بعد التحذير الذي تلقّاه من روسيا بشأن نزع فتيل التوتّر على الحدود السورية مع الجولان الذي تحتلّه إسرائيل.
وفي تفاصيل ما حصل وفقًا للموقع الإسرائيلي، فقد أُطلقَ النار من سيّارة مسرعة تابعة لـ"حزب الله" باتجاه الداخل الإسرائيلي، ما أدّى إلى إصابة جندي إسرائيلي بجروح. ولفت إلى أنّ الرصاص كان يستهدف القوات الإسرائيلية المنتشرة بالقرب من السياج الأمني في المطلّة، وقد ردّ الجيش الإسرائيلي على مصادر النيران لكن لم يتضح إذا ما أصيب أي عنصر من الحزب. وذكّر الموقع الإسرائيلي بالعبوتين اللتين وجدتهما القوات الإسرائيلية في المطلّة خلال الصيف الفائت، زاعمًا أنّ متسللين من الحزب أقدموا على زرعهما في تموز، وهم يتبعون لوحدة يرأسها أحمد مغنية وهو شقيق عماد مغنية، وكان الهدف تمرير العبوات إلى مجموعة فلسطينية من أجل القيام بهجمات في الداخل الإسرائيلي.
من جانبها، أوضحت مصادر عسكرية وإستخباراتية إسرائيلية أنّ هذه الحوادث تكشف أمرين:
-"حزب الله" قرّر القيام بعمليات صغيرة من أجل إبقاء الحدود في حالة توتّر "مسيطر عليها".
-"حزب الله" وإيران أُجبرا على التخلّي عن خططهما لتسخين الحدود من الجهة السوريّة وتحديدًا في الجولان، فأقدم الحزب على سحب قوات النخبة لديه التي كانت منتشرة في القنيطرة في تموز. فزرعت في نفس الوقت العبوتان اللتان وجدتا في المطلّة.
المصادر الإسرائيلية كشفت أنّ "حزب الله" وطهران ردّا على تحذير موسكو وخففا من وتيرة المواجهة مع إسرائيل.
وأشار الموقع إلى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصالٍ معه التدخّل للحيلولة دون حصول أعمال "عنف" من لبنان وسوريا. فوافق بوتين على طلبه وأرسل توجيهًا شخصيًا للجنرال ألكسندر زورافييف قائد القوات الروسية في سوريا ألكسندر زورافييف Alexander Zhuravievللعمل على هذا الطلب.
بعد أسابيع، طلب الجنرال الروسي لقاء طلال حمية الذي يرأس وحدة العمليات الخارجية 910 في "حزب الله"، ليجتمع معه في اللاذقية. وخلال اللقاء، قال له إنّ في الوقت الذي تمرّ حلب في خضمّ معركة حاسمة، فإنّ موسكو لن تتسامح بإثارة التوترات مع إسرائيل من الجهة السورية. لذلك قرّر "حزب الله" التعامل مع التحذير وكأنّه محدود لسوريا فقط. واعتبر أنّ له كامل الحرية لخلق اضطرابات لإسرائيل من لبنان.
ردّ "حزب الله"
ردًّا على ما جاء في التقرير الإسرائيلي، أكّدت أوساط مطّلعة في "حزب الله" أنّ حميّة مسؤول عن الشؤون الخارجيّة في الحزب، لكن لا أحد يمكن أن يؤكّد أو ينفي لقاءه الجنرال الروسي، فتحرّكاته ذات طابع أمني ولا يُكشف عمّا يقوم به. إلا أنّه لفت إلى إستبعاده أن تطلب روسيا من "حزب الله" عدم توتير الأوضاع على الحدود، قائلاً إنّه يمكن للجانب الروسي أن يطلب أمرًا ما من إيران لكن لا يمكنه الضغط بأي شكل على الحزب.
وإذ أكّد الجيش اللبناني أنّه لم يحصل إطلاق رصاص على الحدود، شدّدت أوساط الحزب على أنّ "لا ناقة له ولا جمل" في حادثة المطلّة، مؤكدًا أنّ الحزب لم يُطلق أي رصاصة على الجانب الإسرائيلي أمس الأربعاء. فيما قالت مصادر أخرى إنّ الرواية الأكثر ترجيحًا هي حصول خرق ما أو إشتباك بين عناصر الجيش الإسرائيلي ما أدّى إلى إنطلاق رصاصة وإصابتها لسيارة مواطن لبناني كان مارًا من هناك.
أمّا عن إنسحاب وحدات الحزب من القنيطرة، فأوضحت الأوساط أنّ الحزب يبدّل الوحدات باستمرار، وهذا لا يعني أنّها انسحبت من مراكزها، مؤكدًا وجود عناصر الحزب في أماكنهم هناك.
(ديبكا فايلز - لبنان 24)