خلافاً لما روّجته بعض وسائل الإعلام أمس، نقلاً عن لسان مصادر ديبلوماسية خليجية حول عدم إرسال السعودية لأي موفد إلى لبنان، أكّدت مصادر ديبلوماسية وسياسية المعلومات التي سبق أن نشرتها «الأخبار» عن أن السعودية سترسل وزير الدولة لشؤون الخليج ثامر السبهان، ليزور لبنان، «لمباركة مبادرة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري» دعم انتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية، والإسهام في تخفيف حدة الاعتراض على وصوله إلى بعبدا. وأكّدت المصادر أن السبهان سيصل اليوم إلى بيروت. وترجّح مصادر في تيار المستقبل أن تؤدي زيارته إلى إنقاص عدد نواب المستقبل المعترضين على مبادرة الحريري، بعد أن اعتمد رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة على غياب الموقف الرسمي السعودي لضمان تصويت بعض النواب خلافاً لإرادة الحريري. وسبق ذلك صدور مواقف مؤيدة للتسوية الرئاسية من نواب احتُسِبوا في خانة المعارضين لها. ومن هؤلاء النائبان نضال طعمة وأمين وهبة اللذان أكّدا أمس التزامهما قرار الحريري.

على ضفة المختارة، يبدو أن النائب وليد جنبلاط حسم أمره، وسيصدر قريباً موقفاً يعلن فيه تأييد تسوية الحريري ــ عون، علماً بأن جنبلاط كان قد أعلن قبل أشهر عدم وجود اعتراض لديه على وصول عون إلى بعبدا. ولعل أبرز الإشارات على ما تقدّم، أتت على لسان أحد أشد المعترضين على التصويت لعون، وهو عضو كتلة جنبلاط النائب أنطوان سعد، الذي أعلن أن «موقف جنبلاط سيكون واضحاً وصريحاً في الساعات المقبلة باتجاه موقف موحد للكتلة، حيث سيأتي الإعلان بعد زيارة عون للمختارة، واتصال جنبلاط بالرئيس بري للتشاور»، مؤكداً أن «النائب هنري حلو سيعلن سحب ترشحه للرئاسة قبل الاثنين المقبل، لأن الاتجاه العام هو بتبني جنبلاط ترشيح العماد عون، لكن الموقف النهائي سيكون بعد اجتماع الكتلة الأخير». كذلك، أعلن حلو أمس استعداده لـ»التضحية لتأييد كل ما هو لمصلحة لبنان العليا».


وقد سبقه جنبلاط في تغريدة استخدم فيها مفردة «التضحية» أيضاً. وسيستقبل حلو اليوم وفداً من التيار الوطني الحر. وأشارت مصادر التيار لـ»الأخبار» إلى أن «حركة جنبلاط تتجه نحو تبني الجنرال، وأن موعد لقاء عون ــ جنبلاط تأخر بسبب ظروف صحية خاصة بالأخير، فيما فكرة زيارة النائب سليمان فرنجية غير مطروحة حتى الساعة نتيجة سلبيته وكلامه المسيء بحق عون خلال مقابلته التلفزيونية الأخيرة». إلى ذلك، علمت «الأخبار» أن هناك نقاشاً جدياً في حزب الكتائب لـ «التصويت لعون وعدم الخروج على الإجماع المسيحي»، كذلك هناك تواصل بين الكتائب والتيار الوطني الحر في هذا الشأن. وقد عقد المكتب السياسي للحزب اجتماعين في الأيام الماضية للبحث في التوجه الذي سيتخذه نواب الكتائب في جلسة 31 الشهر. وبحسب المصادر، «ثمة ميل لدى عدد من أعضاء المكتب للتصويت لعون للاعتبارات اللاحقة لرئاسة الجمهورية، كتشكيل الحكومة والتحالفات الانتخابية المستقبلية».
من جهة أخرى، تبلّغت جهات في التيار الوطني الحر رسائل أميركية مباشرة «تنفي تماماً» أي تحرك لوكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية (السفير الأميركي السابق إلى لبنان) جيفري فيلتمان لإفشال التسوية الرئاسية. وتضمنت الرسائل تأكيدات بأن فيلتمان «لا يتخطى موقف الإدارة الأميركية الواضح بأن هذا موضوع لبناني لا نتدخل فيه». وكان فيلتمان قد أجرى اتصالات بسياسيين لبنانيين، محرّضاً على ترشيح عون. كذلك اتصل معارضون لوصول الجنرال إلى بعبدا بفيلتمان، من دون أن تؤدي اتصالاتهم إلى أي نتيجة. وعلمت «الأخبار» أن السفيرة الأميركية في بيروت إليزابيث ريتشارد قد تلغي سفراً كان مقرراً نهاية الأسبوع «حتى لا يُفسر الأمر على نحو خاطئ».