تصدّرت مدينة داريا الواقعة في ريف دمشق الغربي، قائمة المناطق التي أخرج منها الجيش السوري سكانها ومقاتليها بعد حملة عسكرية عليها دامت أشهر. وبعد خروجهم، توجّه المقاتلون نحو الشمال السوري، لكنّهم واجهوا صعوبات في التأقلم هناك، لكثرة المشاريع المتداخلة في إدلب، وتعدد الأطراف المتخاصمة.
وقال قائد لواء "شهداء الإسلام" في داريا، النقيب سعيد نقرش، المكنى بـ"أبي جمال": "في داريا كانت مشاريعنا قتال النظام حتى إسقاطه، ولكن في الشمال هناك مشاريع لقتال ثلاثة أطراف، وهي تنظيم الدولة الإسلامية، وتنظيم بي كي كي، والنظام". وأضاف نقرش لـ"عربي21" أن "من ظواهر الشمال الجديدة على مقاتلي داريا؛ اختلاف الفصائل فيما بينها على الأولويات في قتال التنظيمات، وكذلك تعدد المشاريع وكثرتها، والسعي للاستئثار بالسيطرة على المناطق المحررة وإدارتها، ما يؤدي أحيانا إلى الخلاف، وربما الاقتتال بين هذه الفصائل".
وأوضح أن تواجدهم السابق في داريا "كان ذا أهمية أكبر من التواجد في الشمال السوري، ففي داريا كنا نشكل طوقا مع إخواننا في الغوطة الشرقية وجنوبي دمشق حول العاصمة، التي كانت تعيش في تهديد مستمر طيلة فترة تواجدنا بداريا.. أما الآن فالوضع مختلف تماما". وبين أن فصائل داريا نجحت في الحفاظ على كيانها العسكري الذي خرج نحو الشمال السوري، مشيرا إلى أن "هناك تعاونا وتنسيقا متواصلا بينها وبين فصائل الشمال".
وأكد نقرش أن فصائل داريا المتواجدة في الشمال تعمل حاليا على استكمال عملية التسليح وإعداد المقاتلين؛ للمشاركة في الأعمال العسكرية ضد قوات النظام السوري، كاشفا عن أنها ستخوض أولى معاركها في الشمال "عما قريب". ونفى أن يكون لدى فصائل داريا أي نية للانضمام إلى أي فصيل آخر، مستدركا بالقول: "لكننا سنكون ضمن أي مشروع لتوحيد الفصائل على مستوى الثورة السورية".
ملف التهجير
وحول ملف التهجير المستمر في دمشق؛ قال نقرش إننا في داريا "كنا سباقين إلى التحذير من خطورة مشاريع التهجير والتغيير الديمغرافي في دمشق، والتي شرع بها النظام وحلفاؤه الروس والإيرانيون، ولم يكن أحد يدرك ذلك الخطر رغم أننا نبهنا عليه مرارا وتكرارا، والآن تسقط المناطق تباعا وبدون أي ضجيج، ويتم التهجير أمام أنظار الجميع".
وأضاف نقرش أن "الفصائل التي تبعتنا في خيار التهجير ولم تقتدِ بنا في الصمود والمواجهة؛ هي في الأساس فضّلت تحييد نفسها عن القتال، وعقد اتفاقيات الهدنة مع النظام، ولم تتبنَّ خيار المواجهة العسكرية، مكتفية فقط بانتظار دورها في التهجير أو الاستسلام".
(عربي 21)