ينشط مناصرو التيارات المتطرفة في الوقت الراهن للصيد في المياه التي نرجو الله أن لا تتعكر بين السعودية ومصر. ولا غرابة في ذلك، بل العجيب أن لا يقوموا بذلك وهم من عودونا أن يفعلوا كل ما في طاقتهم لنثر وبذر الفتن في كل مكان.
بقيت لأهل الفتنة دول قليلة لم يصبها نار دمارهم ومن هذه الدول السعودية ومصر، لذا فمهمتهم تنصب الآن على البدء بالإخلال بالعلاقات ثم التركيز على كل دولة لوحدها.
حاول أهل الفتنة وممولوهم هدم أمن واقتصاد السعودية ومصر، وحين باءت المؤامرة بالفشل بعد وقوف الدولتين متراصتين ضد مشاريع تتعدى هذه الحفنة الموتورة، والتي تقاد من قوى إقليمية تابعة لدولية وضمن مشروع يهدف لهدم الشرق الأوسط وبناؤه من جديد حسب مقاييس تصب لصالحهم.
بعد الفشل الذريع بدأ المشروع بتغيير أولوياته والتركيز على إبعاد مصر عن السعودية، واستغلال عدم الاتفاق على الملف السوري، والتصعيد الإعلامي برعاية معروفة ومفهوم أهدافها.
المشكلة ليست في هؤلاء فقط، فالمسؤولية تتركز على مسؤولي البلدين: مصر والسعودية.
عليهم أن يقدموا صورا واضحة من التعاون المشترك والقوي، لا أن يتركوا الرأي العام نهبا لوسائل إعلام صفراء لا يهمها إلا خدمة أسيادها ومشاريعهم الحاقدة.
ولنعترف بكل أسف، فإن في مصر والسعودية من يعمل بكل جهد على هدم العلاقات، وهم ما بين "سياسيين" حاقدين لديهم أجندات ناصرية أو إخوانية، أو إعلاميين مصابين بوهم العظمة الفارغة، أو تتحكم فيهم نزعاتهم الجينية، أو يحقدون على أنظمتهم لأسباب متعددة، أو مرتزقة باعوا أوطانهم في سبيل النقد الأجنبي.
المثير للسخرية أن هذه الحملات ومحاولات الوقيعة ليست الأولى ولا الأخيرة، فقد مررنا بها في الخمسينات والستينات والسبعينات و، و، و…. ولن تتوقف.
الشيء الذي يحدث في كل مرة أن مصر والسعودية مرتبطتان بحبل سري يجمعهما حتى لو رغب مسؤول فيهما الفراق.
من الذي يستطيع أن يفرق بلدين بينهما شعبيا ما هو أكثر من المصالح السياسية والاقتصادية، من الذي ينزع من المصري حب أرض يتوق لقداسة زيارتها وبلد وقف معه في محناته الكثيرة، ومن يدفع السعودي أن يتخلى عن أرض الكنانة ونبيه قد أوصاه بها خيرا.
والعربي الحر كيف سيرى أمته وقد جللها فراق بين السعودية ومصر، وهما آخر بلدين محوريين في المنطقة يقفان على قدميهما بعزم قادتهما.
قد نختلف في ملفات، لكن لن نختلف على أهمية البلدين للعرب، وللسلام في المنطقة.
ولا يمكن للسعودية أن تتفرج على أزمات مصر لا حبا في قائد أو حزب، ما بين مصر والسعودية يفوق الأجندات الحزبية، إنه مصير منطقة.
لكنها إشارة قوية ومهمة بأن يسعى الشعبين إلى تأطير العلاقة ضمن مصالح سياسية واقتصادية ثابتة لا تتعرض لأهواء حثالة من عاشقي الفتن أو الموهومين بالعظمة الفارغة.
الخيار العربي هو الوحيد الذي سيقود الأمة للخروج من هذا النفق، ولا غرابة أن الواقفين ضد هذا الخيار لا يعترفون بعروبتهم ولا أوطانهم ويريدونها رهينة لأجندات لا علاقة للأوطان بها.
رهاننا واضح ومستمر على أن السعودية ومصر ومعهما الصادقون والمؤمنون بأمتهم سينتصرون في النهاية وتضمحل المشاريع غير الوطنية.
أما من يسعى في الفتنة بين البلدين، فما له منا سوى القول أن مساعيه خائبة كما خابت في السابق وستظل السعودية شقيقة مصر ومصر قرينة السعودية. والمراهنة على الدمار الاقتصادي وترويج الوهم والإشاعات سينتهي وسيرمى في مزبلة التاريخ.
سكاي نيوز عربية