أثارت تحركات الرئيس الفلسطيني محمود عباس باتجاه أنقرة والدوحة، الكثير من التساؤلات خاصة وأنها تأتي في ظرفية دقيقة تمر بها حركة فتح في ظل تنامي حالة الرفض داخلها لسياسات أبومازن.

وقد توجه عباس الاثنين إلى تركيا وعقد مباحثات مع الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي استضافه على مأدبة عشاء أقيمت على شرفه، ثم أعقب ذلك بزيارة للبرلمان التركي. وهناك أنباء عن أن الرئيس الفلسطيني سيتوجه بعد أنقرة إلى الدوحة حيث سيكون له لقاء بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وربط متابعون الزيارتين بملف المصالحة مع حركة حماس، الذي بات عباس يتخذه ورقة للمناورة بغية إقصاء القيادي الفلسطيني محمد دحلان عن لعب أي دور مستقبلي في القضية الفلسطينية بمختلف تشعباتها.

ويعيش أبومازن هذه الفترة تحت ضغط قوي في ظل حالة التململ المتصاعدة ضد سياساته داخل حركة فتح التي تشكل العصب الرئيسي لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وأكد خالد أبوطعمة الباحث بمركز Gate stone أن الأسابيع الأخيرة شهدت تمردا داخل فتح ضد عباس، وأن هناك تحولات كبيرة داخل الحركة.

وقال في تصريحات خاصة لـ”العرب” إن أبومازن يفقد بسرعة كل مظهر من مظاهر السيطرة على الأمور، إلى درجة دفعت قطاعا من الفلسطينيين للتمرد على السلطة الوطنية.

وذكرت، قيادات فلسطينية في فتح، طلبت عدم ذكر اسمها لـ”العرب”، أن عباس يسلك طريق الغاضبين والناقمين، وهو يضرب عرض الحائط بكل الدعوات المطالبة بلم شمل الحركة خاصة وأن القضية الفلسطينية تعاني تراجعا كبيرا على الصعيدين الدولي والإقليمي. ولا تقف أزمة عباس فقط عند الداخل الفتحاوي بل تتجاوزها أيضا إلى علاقته مع باقي الفصائل الفلسطينية.

ونشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية الثلاثاء، تقريرا مطولا لمراسلها “أليئور ليفي” استعرض فيه “الصراع الداخلي في حركة فتح ومنظمة التحرير”، ومن يخلف أبومازن حال رحيله، بالإضافة إلى الخلافات الحادة مع القيادي محمد دحلان.

ورأى كاتب التقرير “كل شيء كان من الممكن أن يكون على ما يرام وببساطة أكثر، لو عين عباس نائبا له على الأقل مؤقتا، إلى حين إجراء انتخابات جديدة، لكن لأسباب خاصة به تجاهل خلال كل تلك السنوات هذا الخيار”.

صحيفة العرب