أولاً: الصراحة
غداة إعلان الوزير فرنجية ترشيحه لرئاسة الجمهورية من قِبَل الرئيس سعد الحريري وبعض الأوساط اللبنانية والمراجع الدولية قبل حوالي العام، ظهر فرنجية من على شاشة lbc الفضائية ليفاجئ اللبنانيين بصراحة غير معهودة في الوسط السياسي اللبناني، وعرض مبادئ عامة يمكن أن تصلح خطوطاً عريضة لعهدٍ جديد في لبنان بقيادته، وذهب إلى ما تسمح به الشفافية والصدق في توضيح علاقاته مع الفرقاء السياسيين، حلفاءً وخصوما، وحافظ على درجة عالية من الودّ والتقرّب من الجنرال عون، المرشح العنيد للرئاسة، والدكتور جعجع اللذين باعدت بينهما السياسة وصروف الدهر، وبدا في إعلان خطوته هذه كمن يعتذر من الجنرال عون، ويرجو في قرارة نفسه أن يتقبّل عون هذا الترشيح ويضعه في خانة مصلحة لبنان واللبنانيين والدولة ومؤسساتها، ذلك أنّ الشغور الرئاسي كان قد طال أكثر من اللازم.
ثانياً: الشجاعة
حسم الوزير فرنجية أمره بالأمس، وعلى نفس الشاشة، وبعد مضيّ عام كامل على الإطلالة الأولى، فأعلن استمراره في خوض الانتخابات وقبول نتائجها سلفاً، وظهر مُوفّقاً أكثر من مرة عندما غمز من قناة مصداقية خصمه ومراوغاته وبالتالي عدم أهليته لتولّي أعلى منصب في البلد، ولعلّ أفضل ما في استمرار فرنجية في خوض هذه المعركة، أنّه أبقى على الحيوية الديمقراطية التي يجب أن ترافق أي استحقاق انتخابي، فقد وقف صلباً شجاعاً أمام عمليات الابتزاز ومحاولات التنصيب والتعيين، وكفاه فخراً أنّه أسقط "تبجّحاً" سابقا للجنرال عون بأنّه لن ينزل ساحة النجمة لمواجهة أي خصم، سينزل مرشحاً وحيدا، أو لا ينزل.
عسى أن يتحلّى بعض حاملي الأوراق البيضاء ببعض شجاعته، فيصبغون أوراقهم بحبر الشرف والإقدام، لئلاّ تذهب سُدًى في مهبّ الريح.