اختارت فريال عطار إحدى حضانات منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية، لرعاية طفلها علي. تثق فريال بتلك الحضانة، خصوصا أنه لم تسجل أي شكوى بحقها سابقا وتتمتع بسمعة جيدة في المنطقة.
التحق طفلها بالحضانة حين كان عمره أربعين يوماً فقط. كانت الامور تسير على ما يرام طوال أكثر من سنتين ونصف سنة، حتى أنجبت فريال طفلتها ماريان، وهي الثانية بعد طفلها علي، التي بدورها أدخلتها الى الحضانة نفسها.
أمس، تغيرت مفاهيم فريال تجاه كل حضانات الأطفال، وفقدت الثقة بمكان اعتقدت أنه آمن لطفليها، وذلك بعدما وجدت طفلها علي (30 شهرا) في حالة يرثى لها.
عند الثانية والنصف من بعد ظهر أمس، توجه والد علي كالمعتاد لإحضار طفله من الحضانة. بعدها توجه الى المنزل، لاحظ وجود بقع حمراء على جسد طفله، لكنه لم يعر الأمر أي اهتمام، إذ اعتقد أنه قد يكون مجرد حساسية جلدية، الى أن عادت زوجته فريال الى المنزل، فصدمت للمشهد.
تقول فريال إنها انهارت بعدما شاهدت جسد ابنها، فاعتقدت للحظة أن سبب الاحمرار والتورم يعود لتناول طفلها مضادا حيويا. بعد فترة وجيزة، توجهت به الى طبيب الاطفال الذي رجّح، بعد فحصه، أن تكون العلامات الظاهرة على جسده ناتجة من كدمات، ليحسم الامر بعد إصدار تقرير الطب الشرعي الذي جسّد حالة علي رضا «بأنه تعرض للضرب بآلات حادة».
فقدت فريال أعصابها حين علمت بذلك، وبرغم أنها لا توجه أي اتهام إلى إدارة الحضانة التي تحترمها وتثق بها، قررت معرفة الحقيقة من وراء العلامات الظاهرة على طفلها، بحسب تعبيرها. تقول فريال إن هناك فرضية كبيرة بأن تكون احدى المربيات أو العاملات داخل الحضانة قد تعرضت لطفلها بالأذى، من دون علم إدارة الحضانة، فقررت التوجه فورا الى مخفر المنطقة للإبلاغ عن الحادثة.
وفي الوقت نفسه، طلبت فريال، حسب قولها، من إدارة الحضانة تزويدها بتسجيلات الكاميرات الموجودة في الحضانة، من أجل معرفة الحقيقة والبت بالصوت والصورة، مؤكدة أن إدارة الحضانة نزلت عند رغبة فريال في البداية وأبدت رغبة بالتعاون، لكن سرعان ما غيرت الادارة رأيها ورفضت الكشف عن التسجيلات، بحسب تعبير فريال التي ذكرت أن إحدى العاملات في الحضانة ضربت يديها على رأسها عندما شاهدت منظر ابنها وقررت الاختباء، وأكدت أنها سترفع اليوم شكوى أيضا الى وزارة التربية، وقالت إنه لو وافقت الادارة على جعلها تطلع على الكاميرات كانت قبلت بكل تبريراتهم، لكن رفضها أثار شكوكا كبيرة عندي.
من جهتها، نفت صاحبة الحضانة التي رفضت الإفصاح عن اسمها، خلال اتصال، كل ما ذكرته فريال العطار، متسائلة عن «السبب الذي دفع بفريال إلى إبقاء طفليها في الحضانة، وهما يتعرضان للعنف».
وقالت إنها حصلت على تقرير موقع من طبيب أطفال (محمد خ.) يشير فيه الى انه بعد اطلاعه على الفحوص المخبرية التي أجريت للطفل تبين انه يعاني من التهابات في الدم «ما قد يسبب تفتحا في شعيرات الدم الصغيرة ونزفا خفيفا تحت الجلد»... وأرفقت تقرير الطبيب بتقرير المختبر والفحوصات.
وأكدت صاحبة الحضانة أنها «توجهت الى النيابة العامة وقدمت بلاغا ضد فريال تتهمها فيه بالتشهير ومحاولة الإضرار بسمعة الحضانة»، وأشارت الى أن فريال «تحاول ابتزازها منذ فترة». كما أكدت «أن وزارة الصحة حضرت الى مقر الحضانة وكشفت عليها، ليتبين أنها مطابقة للمواصفات الصحية ولديها ترخيص وهي عضو في نقابة الحضانات».
في المقابل، أكدّ مصدر في وزارة الصحة «أن الوزارة تلقت أمس الشكوى الخاصة بحادثة طفل فريال وهي لم تقم بزيارة الحضانة بعد، على أن توفد موظفيها صباح اليوم للكشف على الحضانة»، كما تعهدت بمتابعة القضية ومعرفة الحقيقة وراء هذه الحادثة.
السفير