يبدو أن المعجزات وحدها قادرة على تعطيل وصول النائب العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة، وعلى الرغم من "نسيم" المعارضة، سيدخل يوم 31 تشرين الأول التاريخ بعدما بات انتخاب رئيس جمهورية محسوماً فيه، خصوصاً بعد اعلان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد نصرالله مشاركة الكتلة والتزامها التصويت لعون.
وما بات مؤكداً بالنسبة إلى نواب "المستقبل" المعارضين لخيار عون أن "الأخير لن يحصل على أكثرية في الجلسة الأولى بل سيكسب الرئاسة في الجلسة الثانية التي تتطلب النصف زائد واحد (65 صوتاً)"، في ظل اعتراض "عوني" على عدم اعتبار أول جلسة لانتخاب رئيس جمهورية التي كان فيها رئيس حزب "القوات" سمير جعجع مرشحاً بمثابة الجلسة الأولى وبالتالي الانتقال فوراً إلى جلسة نصابها "النصف زائد واحد"، وأمام ما أصبح "محسوماً" وفق مقاربات المعترضين، فإن الانظار باتت على ما بعد الانتخاب وتحديداً على حكومة الحريري تكليفاً وتأليفاً.
"معارضة" بري
حتى "معارضة" الرئيس نبيه بري لا يعوّل عليها في مكاتب نواب "المستقبل" المعارضين، وبات أحدهم على يقين أن معركة رئيس المجلس ستنتهي بالدخول إلى دائرة التفاهم، وبالتالي لا يرى فيها سوى "رفع لمستوى التفاهم وتحسين الشروط"، لكنها ترى أن لا حلحلة مع بري قبل جلسة الانتخاب، مرجحة أن يدخل إلى الجلسة معارضاً ويخرج مفاوضاً، وتقول ان "التفاهم مع عون سيكون بعد الانتخاب وخلال مرحلة التكليف والتأليف، فاضافة إلى تحسين شروطه، فان ما يقوم به بري سيضع فرنجية بمثابة المرشح الثاني بعد الجنرال". كما انها تستبعد أي خلاف بين "أمل" و"حزب الله" بقولها: "هذا أمر غير وارد، ولن يكون #حزب_الله داخل الحكم إذا كان #بري خارجه"، متسائلة: "لو حصل ذلك، كيف سيكون التمثيل الشيعي؟".
ويخالف أحد النواب المعارضين السيناريو الذي روّج له والمتمثل بانتخاب رئيس جمهورية ودخول حكومة الرئيس تمام سلام حال تصريف الأعمال وبقاء الحريري مكلفاً لأشهر وبالتالي نصبح أمام مجلس نواب ممدد له، وتقول: "طالما هناك رئيس جمهورية فان الانتخابات النيابية ستحصل حتى لو كان رئيس الحكومة مكلفاً والحكومة الحالية تصرف الأعمال".
كلام محبط
لا شك أن كلام السيد نصرالله بالأمس كان محبطاً بالنسبة إلى نواب "المستقبل"، فهناك من "بلع الموس" ولم يتقبل فكرة موافقة السيد على تكليف الحريري برئاسة الحكومة بوضعها في اطار "التضحية"، ورغم معارضة على الأقل 10 نواب من الكتلة لخيار عون، فان الأجواء "المستقبلية" تؤكد أن "لا سيناريوات تعطيلية أو خطة انسحاب من الجسلة، بل ستكون معارضة نواب "المستقبل" مقتصرة على الورقة التي ستوضع في صندوقة الاقتراع"، فيما تؤكد مصادر أخرى "ان النواب المعترضين في الكتلة لم يحسموا خيارهم أكان سيكون صوتهم لصالح فرنجية أو سيقترعون بورقة بيضاء أو ربما وضع أسماء أخرى".
ومن المعارضين من يؤكد أنه "رغم معارضة الخيار فنحن مستمرون في الوقوف إلى جانب الرئيس سعد الحريري"، مرجحاً أن أن تعود الكتلة إلى تماسكها بعد الانتخاب، غامزاً من قناة أن "أحدا لن يتجه إلى خيار اللواء أشرف ريفي".
ويكمل نائب معارض آخر بالروح نفسها، قائلاً: "لا انشقاق ولا انقسام ولا كتلة تصحيحية، خصوصاً في ظل هذا الوضع المتشرذم. أما عن امكانية المعارضة خلال عهد عون فهي "ممكنة حسب ما سنسجل عليه"، لكن لهذا النائب وجهة نظره التي تعتبر أن "وصول عون إلى الرئاسة بمثابة انهزام للعروبة"، مشدداً على أن "لا غطاء سعودياً للمبادرة، بل أتت كتفسير لحال التوازن في المنطقة"، واتفق نائب آخر على مقولة "لا غطاء سعودياً ولننتظر ماذا سيحمل معه الحريري بعد زيارته الرياض".
لا يمكن الحديث عن الشارع السني من دون التطرق إلى الرياح الشمالية "الريفية"، فأحد نواب الشمال لا يرى فيها أي ارتدادات جدية، ويقول: "ما قام به ريفي لا معنى له وسيء، الأمور لا تدار بهذه الطريقة وهذا أقصى ما يمكن أن يفعله"، فيما يرى نائب مستقبلي آخر أن "ما يقوم به ريفي سيحرج نواب الشمال فقط"، ولا يخفي "الوضع الملتهب ضد عون سنياً، ويتفاوت ذلك جغرافياً، فالحرارة قوية في طرابلس وتخف في بيروت وبعدها صيدا".
أعطي الضوء الأخضر لانتخاب عون، وبالتالي انتقلت مخاوف المعارضين إلى ما بعد الانتخاب، وتحديداً مرحلة التكليف والتأليف، ويقول نائب مستقبلي: "التكليف مضمون ونصرالله بالأمس سهّله لكن من يضمن التأليف الذي لم يتطرق له"، فيما لا يرى النائب الشمالي صعوبة في التأليف والتكليف بقدر "حال الحكومة نفسها"، متسائلاً: "هل سيسمحون للحريري بالتصرف"، مذكراً انه عندما كان "في أوج قوته حاصروه وتم اسقاطه فكيف سيكون الحال اليوم". ورغم يقينه أن "وضع لبنان لن يكون مريحاً مع عون لأن تجاربه السابقة لا تقتصر إلا عالسابقة لا تقتصر إلا على القتال والخراج وحروب الالغاء"، فإن أحد النواب ينهي حديثه بالقول: "سنتوجه بالتهنئة للجنرال".