نظراً للتطوّر الهائل في مجال طب الأسنان انتشرت الأنواع الحديثة والمتعدّدة من حشو الأسنان، حتى صار المرضى أحياناً يتخيّرون بأنفسهم نوع الحشو المناسب لهم. ومن أنواع حشو الأسنان المثيرة للجدل هي الحشوة الزئبقية أو حشوة الأملغم المعروفة سابقاً بالحشوة الرصاصية، وهي عبارة عن خليط من مادتي الفضة والزئبق. وقد أثير الجدل أخيراً حول مدى خطورة الحشوات المعدنية على صحة الإنسان عموماً والأسنان خصوصاً.
كشف بحث جديد في جامعة جورجيا الأميركية ونقله موقع "Health" أن حشوات الأسنان المصنوعة من الأملغم والفضة وغيرها من المعادن يمكن أن تساهم في إرتفاع مستوى الزئبق في الجسم. وأظهرت الدراسة أن الناس الذين لديهم أكثر من حشوة معدنية في الأسنان، لديهم ضعف مستويات الزئبق في الدم مقارنةً بالناس الآخرين. ويقول معدو هذه النتائج أن هنالك الكثير من التساؤلات حول سلامة الأشخاص الذين يحتوي جسمهم على مستويات عالية من الزئبق، مثل أولئك الذين يأكلون الكثير من المأكولات البحرية. مع ذلك، تصر جمعية أطباء الأسنان الأميركية على أن حشوات الأملغم آمنة!
"يحتوي الأملغم على الزئبق، وهو معدن ثقيل، ثبت علمياً أنه يتسبب بأضرار حادة في الدماغ والقلب والكلى والرئة وتلف جهاز المناعة. فالمخاوف من الزئبق في حشوة الأسنان ليست جديدة، ولكن كانت الدراسات السابقة متعارضة ومحدودة"، يقول المشارك في الدراسة شياو تشونغ. ويضيف أن إدارة الاغذية والعقاقير الاميركية تعترف أن الأملغم يحتوي على كميات صغيرة من بخار الزئبق، وتعتبرها آمنة للبالغين، لكنها ضارة للنساء الحوامل والآباء والأمهات والأطفال تحت الـ6 سنوات.
وتشير الدراسة الى أن الأشخاص الذين لديهم أكثر من حشوة معدنية معرضون أكثر من غيرهم لأمراض مثل تساقط الشعر، حساسية الجلد وبعض أمراض الدم. ويشير الدكتور تشونغ أنه بعد إجراء الفحوص لعدد من المرضى بعد استخدامهم تلك الحشوات بفترة، اتضح وجود نسبة من الزئبق في الدم نتيجة تسربها عبر حشوة الأسنان.
ينصح تشونغ بتجنّب استخدام الحشوات المعدنية تماماً بكل أنواعها، والاتجاه نحو الجيل الجديد من الحشوات المعتمدة على الألياف الزجاجية؛ حيث إنها آمنة تماماً ولا تؤدي إلى تسريب أي مواد خطيرة إلى الجسم. كما أكد أن استخدام تقنية الليزر هو الأفضل على الإطلاق في مجال حشوات الأسنان؛ حيث إنها تبتعد كل البعد عن استخدام الأدوات المعدنية التقليدية لطب الأسنان والتي تسبب الانزعاج لكثير من المرضى، لذا فهي تقنية بدون ألم تماماً ولا تحتاج إلى التخدير.