حرص الجيش الإسرائيلي خلال السنوات الأربع الأخيرة، على تجنيد أكبر عدد ممكن من النساء؛ من أجل التغلب على مشكلة نقص المجندين الرجال في صفوف الجيش "الذي تآكلت أخيرا قوة ردعه" وفق خبير عسكري فلسطيني.
وتتركز خدمة المجندات في المناطق الحدودية بين "إسرائيل" وبين كل من الأردن ومصر، وهي الحدود الأكثر هدوءا، ويخدم معظمهن في فرق مقاتلة مختلطة من النساء والرجال، بحسب موقع "المصدر" الإسرائيلي.
وأشار الموقع في تقرير، إلى أن النساء أصبحن "قوة هامة في الحفاظ على الأمان في الحدود الإسرائيلية"، ناقلا عن المحلل السياسي لدى صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عاموس هرئيل، قوله إن "إسرائيل قلصت الخدمة الإلزامية للرجال في الجيش الإسرائيلي بستة أشهر".
وأوضح المحلل الإسرائيلي أنه "تم استغلال موارد كثيرة في الجيش لمواجهة التهديد من غزة، وكذلك لمواجهة انتفاضة الأفراد (الانتفاضة الثالثة) في الضفة الغربية؛ خلال السنة الماضية"، لافتا إلى أن "التحاق النساء بالخدمة في الجيش كمقاتلات؛ يتيح للجيش أن يتغلب على مشاكل النقص في الموارد البشرية من المقاتلين، وأن يبذل جهودا وموارد لتشجيعهن على الالتحاق بالخدمة في هذه الوظائف".
وتوقع هرئيل، أن "التغير الإيجابي الذي طرأ في المجتمع الإسرائيلي؛ سيزيد من أعداد النساء في الوظائف القتالية بالجيش"، مؤكدا أن معدل النساء في الجيش الإسرائيلي ارتفع من ثلاث بالمئة قبل أربع سنوات، ليصل اليوم إلى سبعة بالمئة.
عزوف الرجال
من جانبه؛ أكد الخبير العسكري الفلسطيني، اللواء واصف عريقات، أن هناك "عزوفا من الرجال عن التجنيد في صفوف جيش الاحتلال، وهو ما أنتج نقصا في القوى البشرية باعتراف قادة العدو".
وأشار إلى أن "اهتمام الإعلام الإسرائيلي ببث بعض المواد التي تعكس الدور المهم الذي تلعبه المجندات في صفوف الجيش؛ شجع الإسرائيليات على طلب التجنيد".
وقال عريقات إن الجيش الاسرائيلي من الجيوش القليلة في العالم التي فيها تجنيد للنساء، وذلك لتعويض النقص الحاصل في عدد الرجال"، مبينا أن "سبب إحجام الرجال عن الالتحاق بالجيش؛ هو زيادة الاعتداءات التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، وما رافق ذلك من إخفاقات تسببت بتردي معنويات الجنود الإسرائيليين".
هاجس المقاومة
وقال عريقات إن "الهدف غير المعلن من قبل اسرائيل خلف تجنيد النساء؛ هو تحفيز الرجال ورفع معنويات الجنود بأن هناك نساء يخدمن في الميدان".
وأضاف إن هناك "هاجسا يلاحق الجنود الإسرائيليين، ويدفعهم للهرب من الخدمة العسكرية، وهو الخوف من مواجهة المقاومة الفلسطينية، سواء في قطاع غزة، أو في الضفة الغربية المحتلة"، موضحا أن "عدم ثقة الإسرائيليين، وخاصة فئة الشباب، بقادتهم؛ أدى إلى امتناعهم عن الالتحاق بصفوف جيش الاحتلال؛ الذي يعتبر من أقوى الجيوش في المنطقة".
ورأى عريقات أن عمليات المقاومة "النوعية" التي وقعت في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة؛ أدت إلى "زعزعة ثقة الجندي والضابط الإسرائيلي بنفسه، وأصبح يخشى على حياته"، مشيرا إلى أن "عددا كبيرا من الجنود والضباط الإسرائيليين يراجعون بشكل دوري عيادات الأمراض النفسية".
(عربي 21)