أنه خلال تقديمها حفل انتخاب ملكة جمال لبنان، أشارت الاعلامية إيميه صيّاح إلى أن ملكة جمال لبنان أبعد من المقاييس الجمالية، فالملكة: "تأخذ القلب والعقل والعين لقضايا كتير جوهرية".
أولى هذه القضايا طرحت عبر "مشاريع" المشتركات الـ15. فإحداهنّ تريد توعية الشباب على "مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي لأنو بتبعدنا عن بعض". وأخرى تريد مساعدة اللاجئين السوريين "ماديًا ومعنويًا"، ربّما عن طريق بيع الجوائز التي تتخطى قيمتها النصف مليون دولار،
فيما تريد زميلتها "مساعدة العائلات التي تعاني التفكك الأسري"، قائلة: "بدك تغير العالم بلش ببيتك وحبّ عيلتك". زميلة لها تريد أن تتخذ من "حقوق المرأة"، قضية لها، هل هو حق إعطاء الجنسية لأطفالها؟ الحماية من العنف الأسري؟ المساواة في الرواتب؟ لا يهم، فالشعار "لبّيس".
من المشاريع "اليوتوبيّة" إلى الإجابات "السريالية" عن الأسئلة. "كل المشتركات جميلات الليلة، لماذا علينا اختيارك؟" سؤال بسيط. لكنّ الجواب يأبى أن يكون كذلك "كلّنا مرسومين رسم بس لوحة عن لوحة بتفرق لأنو الجمال نعمة من عند الله ونحنا موجودين هون بفضلو، بس يلي بيميزنا هو مضمون اللوحة لأن المضمون نحنا يلي منكون بنيناه، ثقافتنا هي شغلنا وتعبنا يلي بيميزنا. يلي بميزني اني ذكية وناضجة كفاية". مطالعة "انطباعية" عن الرسم والخلق والنعم الإلهية للوصول إلى إجابة من كلمتين: "أنا ذكية وناضجة". لا بأس ما دامت زميلتها أجابت أنها تختار هيلاري كلينتون لرئاسة الولايات المتحدة لأنها: "تنظر للبلاد العربية وما عندا تمييز بين السود والمرأة ولأنها امرأة وقادرة توقف على إجريها".
لا تقلّ الإجابات فداحة عن الأسئلة. "شو مميزات لبنان على الصعيد السياحي؟". كان يمكن للمشتركة أن تتذكر بعض الصفحات من كتب الجغرافيا في الصفوف الابتدائية أو تستعين بإعلانات وزارة السياحة "ليش في أحلى من لبنان"، لكنّ المشتركة، وبعد الثناء على البحر والجبل، آثرت أن تلقّن الإعلام درسًا ليضيء على "القصص الإيجابية".
استمرّت "الأجواء التربوية" المدرسية مع سؤال عن "حسنات وسيئات التواصل الاجتماعي". هنا استحضرت المشتركة درس "العولمة" من الصف الأول ثانوي لتشير إلى اننا أصبحنا "ضيعة زغيرة الأخبار بتتناقل فيها بسرعة كبيرة، ويمكن أن نتواصل مع أقاربنا في الاغتراب"، لكنّ الأولاد "لا يعرفون أهمية و"خطورات" التواصل الاجتماعي".
لعلّ السؤال الأقرب إلى المنطق كان للمغنية هبة طوجي: "هناك شريحة من الناس تعتبر أن الفتاة المشاركة في ملكة جمال لبنان هي شكل أكثر من مضمون، ماذا تردين؟" لتأتي الإجابة أن الشكل الخارجي "أوكي" هو مهم، "بس بدي قلن انو البنت اللبنانية كتير ذكية بتتميز بذكاها وقربها من الناس. نحنا معروفين بلبنان انو المرأة وصلت لأعلى المراتب".
أما الملكة ساندي تابت فأجابت عن سؤال: "أيهما تفضلين أن تكوني بشعة وتعيشي عمرًا طويلاً أو أن تكوني جميلة وتعيشي حياة قصيرة؟" قائلة إنها تختار الحياة المديدة لأنه لم يعد هناك إنسان بشع "بيحلاّ بعمليات التجميل". وختمت إجابتها قائلة: "الحياة حلوة بس نفهمها" فعلا التصفيق.
اللافت هذه السنة كان غياب طائر الفينيق والأرزة والجمال الداخلي عن إجابات المشتركات. لكنّ لا بدّ من الاستعانة بأقوال جبران خليل جبران لملء فراغ الإجابات حتى لو كان السؤال عن كيفية التوفيق بين العمل والاهتمام بالعائلة.
على أساس بعض هذه الإجابات تأهلت خمس مشتركات للمرحلة النهائية للإجابة عن السؤال الموحّد: "ما هو أول ما تقومين به لو انتخبت رئيسة للجمهورية؟". الوصيفة الأولى ماريبال طربيه أكدت انها "ستأخذ قرارات حاسمة"، فيما الوصيفة الثانية أندريا هيكل - لا وزير العمل سجعان قزي - ارتأت أن "تعطي أولوية لليد العاملة اللبنانيّة".
أما الملكة ساندي تابت فقالت إن "ثمة أمورًا كثيرة لتبدأ بها، منها هيكلية المؤسسات"، وبثقة تامة أكدت أنها "ستفرض على النواب القيام بواجباتهم".
يرد في الإعلان الترويجي للجوائز المخصصة للملكة، ان السيارة ستساعدها "لتخوض مغامرة الجمال بثقة. تيتلاقى الجمال والكمال". لكن يبدو أن اللقاء مستحيل.
( السفير)