بدا السيد نصرالله في خطابه اليوم، ومع مقاربة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، هادئاً وواثقاً من خياراته التي قد توصل مُرشّحه الدائم والأوحد لمنصب الرئاسة، ونأى بنفسه عن تذليل العقبات، وعلى من يعنيهم الأمر الاشتغال على تذليلها، حيث لا مصلحة مُلِحّة للحزب في الاختلاف مع الرئيس بري أو الوزير فرنجية؛ على الحزب أن يفي بوعده للجنرال، وعليه أن يقضي نهائياً على مقولة أنّ الحزب لا يريد رئيساً للجمهورية، سواء كان عون أو سواه، فها هو سيحضر بعد غياب طويل، كُرمى لعيون الجنرال، وسيقترع له، وعلناً، إن سمحت القوانين المرعية بذلك، وهكذا، يُبرز السيد نصرالله براءة ذمّة ناصعة البياض تجاه حليفه الأول الذي وقف بجانبه يوم عزّ الحلفاء. وعلى كل حال، الأمور منوطة بخواتيمها، فإذا تعذّر الانتخاب لسببٍ قاهر، والحزب براءٌ من ذلك، فخيرٌ وبركة، وما شاء الله كان، وإذا انتُخب الجنرال، فلا بأس من نصرٍ باهت، وإن بالنقاط هذه المرة.
أمّا الذين يهللون لبطولاتٍ مزعومة قام بها الحريري أو جعجع، فبئس ما يكتبون، وبئس ما يُحلّلون، فلا تتحوّل الهزائم إلى انتصارات وهمية، ذلك أنّها لا تعيش إلاّ في رؤوس مُختلقيها.