اشار الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الى ان "الشهيد الحاج حاتم حمادة الملقب بـ"الحاج علاء" بدأ مسيرته في الكشف وكان اب يمارس العطف والحنان، وفي مسيرته بالتحصيل العلمي كان جاداً ونشيطاً، وفي الجامعة العربية كان يتعلم ويتحمل المسؤولية وكان مسؤول التعبئة التربوية لطلاب "حزب الله" هناك، انهى دراستة في الجامعة وحصل على شهادة الهندسة الكهربائية والتحق بالمقاومة مجاهداً، لم يجبره احد وكان يستطيع ان يختار طريق آخر ولكن حاتم الشاب المسكون بالايمان والاحساس بالمسؤولية العام تجاه وطنه وشعبه ترك كل شيء ولم يذهب باجازته الجامعية الى اي شركة بل ذهب الى المقاومة والميدانية وعمل بالمجال الفني في المقاومة في الجبهة".
وفي كلمة له، في اسبوع الحاج علاء، لفت نصرالله الى ان "الحاج علاء كان إبان حرب تموز المسؤول عن الدفاع الجوي للمقاومة، وعندما بدأت الحرب في سوريا كان لا بد من التوجه الى هناك لحماية لبنان والبقاع والهرمل وبعلبك والاهالي الذين كان يهددون بالقتل فكان الشهيد علاء من اوائل القادة الذين تواجدو في الميدان على الرغم من انه كان يحمل مسؤوليات كبيرة ومركزية لكنه ترك كل شيء وذهب الى الميدان وكان من القادة الاساسين الذين قاتلو في المعركة وابعدوا الخطر عن الحدود هناك، وبعدها بدأت معركة القلمون والخطر الآتي من هناك ومعامل تفخيخ السيارات التي ارسلوها الى البقاع والضاحية ولم يكن الحل ان نقوم فقط باجراءات امنية بل كان الحل الجذري ان نذهب الى هناك حيث المصانع التي ترسل السيارات المفخخة فكانت معركة القمون وكان الشهيد علاء من القادة الاساسين في هذه المعركة
واكد نصر الله ان "كافة الشبكات الارهابية التي تم القبض عليها في الاشهر الماضية اعترفت انه كان يتم تشغيلها في الرقة وهذا يعني ان القاعدة الخلفية تراجعت الى الحد الاقصى وهذا لم يأتي بالمجان او بالبيانات بل بذلت من اجله دماء كثيرة من المقاومة والجيش واللبنانين وكان للشهيد علاء الادوار الاساسية"، موضحا ان "بركة دماء وتضحيات شهداء المقاومة والجيش هي التي جعلت لبنان ينعم بالامان ويجب ان نعرف فضلها ونشكر اهلها"، مضيفا "في الاسابيع الماضية كان الاحتدام الكبير في معركة حلب حيث تم جمع كل الجماعات المسلحة وجيء بحشود من الخارج عبر الحدود التركية وشنت هجمات واسعة على حلب صمد فيها الجيش السوري وحلفاءه وسقط شهداء ولكن تحققت انتصارات، وكنا قد ذكرنا ان هذه المعركة مصيرية لانه سيكون لها تداعيات عسكرية وميدانية واستراتيجية وسياسية، وكان من الضروري تعزيز الكادر بقادة آخرين في طليعتهم الشهيد علاء وهو قبيل الاستشهاد كان في طور تحقيق انجاز ميداني واشتهد وهو في الخطوط الامامية".
وشدد نصرالله على ان "حزب الله ذهب الى سوريا بإرادته دون طلب من احد بعد ان درس معطيات الحرب التي تخاض على سوريا والمجموعات الارهابية واهدافها، وعلى ضوء هذه الدراسة أُخِذَ القرار"، معتبرا انها "معركة البصيرة والايام كشفت الحقائق والمشاريع الخفية وبدأت تظهر اهداف الدول ومن سلح ومن مول ومن اتى بالمسلحين من كل بلاد العالم ومن يعطل المصالحة في سوريا".
ورأى نصر الله ان "يوما بعد يوم تبين ان المعركة لم تكن معركة اسقاط نظام هنا او هناك بل هي معركة كانت تستهدف احداث تغييرات ديمغرافية في الخريطة"، مشيرا الى ان "اداء تنظيم "داعش" واخواتها من "جبهة النصرة" وغيرها يؤكد ان هذا المشروع هدفه اقتلاع مجموعات معينة موجودة في المنطقة منذ مئات السنين، وليس فقط الاقليات الدينية بل حتى لدى السنة كان المطلوب الغاء كل من يعادي هذا المشروع"، لافتا الى ان "هذه الجماعات لا ضوابط لها بل هناك شريعة غاب وكل شيء مباح لها لتحقيق اهدافها".
وسأل نصر الله اين مجلس الامن ولجان التحقيق والعالم الاسلامي من القصف الذي استهد مجلس عزاء في اليمن؟ مضيفا "مئات الشهداء ولم يستطع احد ان يفعل شيء، هذه الحرب لا يوجد لها قواعد، فالعالم كله يدين "داعش" ويعترف بارهابها ثم تأتي الوثاق الاميركية للمرشحة لرئاسة الجمهورية هيلاري كلينتون التي تعترف فيها ان السعودية ودولة اخرى تدعمان "داعش" وتمولانها فهل هناك في العالم من يحاكم الدولة التي دعمت "داعش"؟"، مشددا على ان "هذه المعركة الموجودة في المنطقة لا تعالج بالحيادية والانهزامية بل تعالج بالحضور الحقيقي في المواجهة على جميع الصعد، ونحن سنواصل تواجدنا في هذا المعركة".
وأكد نصر الله "ان "حزب الله" يفتخر بالشهداء، وان من يراهن على تعبه وتعب عوائله فهو خاسر"، مضيفا "نحن سنواصل حتى نهاية الخط ولا يراهن احد على انكسارنا والحالة الوحيدة التي تعيدنا الى لبنان هو الانتصار في سوريا اي عندما ينتصر محورنا في سوريا ويسقط مشروع التقسيم والسيطرة حينئذ نعود كمقاتلين الى لبنان وبعدها نذهب الى سوريا كزوار، بعد ان الحقنا الهزيمة بالمشروع المقابل في العديد من الجبهات ولازلنا نتطلع الى الانتصار الحقيقي".
مؤكدا على ان كتلة الوفاء للمقاومة ستحضر جلسة 31 تشرين الاول وتنتخب العماد ميشال عون رئيسا , وسنذهب الى الجلسة متفاهمين ومتفهمين.