مع تأدية الرئيس سعد الحريري قسطه الوطني إلى العُلا متوّجاً سلسلة مبادراته الرئاسية المتتالية بقرار تبني آخر خيار متاح لإنهاء الشغور على قائمة بكركي للأقوياء الأربعة، باتت الأنظار متجهة إلى ملعب «حزب الله» حيث بات لزاماً عليه الاختيار بين اثنين لا ثالث لهما: إما تلقف كرة الحريري الرئاسية وتأمين جلسة انتخاب العماد ميشال عون رئيساً أو نزع قناع دعمه لترشيح عون والكشف تالياً عن وجه التعطيل الحقيقي للاستحقاق. وإلى أن تظهر نتيجة هذا «الامتحان» الذي يُرتقب أن تظهر أولى ملامح الإجابات عنه غداً في خطاب أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله بعدما كان قد أشار إليه عشية عاشوراء باعتباره معياراً لكي «يُكرم المرء أو يهان»، لا تزال أصداء خطاب بيت الوسط أول من أمس تتردد إيجاباً في أرجاء الساحة السياسية المؤيدة للمبادرة، سيما على ضفة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي زار عون صباحاً مبدياً تفاؤله بقرب لبننة الاستحقاق الرئاسي، والحريري مساءً معرباً عن الالتزام بتحقيق مشروع 14 آذار. في الغضون، وبينما تتجه أنظار الرابية اليوم إلى المختارة لاستشراف ما سيكون عليه موقف كتلة «اللقاء الديمقراطي» من المستجدات الرئاسية عقب اجتماعها برئاسة النائب وليد جنبلاط، عكست المؤشرات التي تبدت عشية الاجتماع أجواء تشي بأنّ كل الاحتمالات لا تزال مفتوحة بالنسبة لما ستخرج به الكتلة اليوم ومن ضمنها احتمال عدم حسم توجهها الانتخابي في الجلسة الرئاسية المقبلة إفساحاً في المجال أمام مزيد من التشاور قبل تاريخ 31 الجاري. وبهذا المعنى أتت ربما إشارة الوزير غازي العريضي أمس إلى كون المسألة لا تزال «في بداية الطريق» في معرض رده على أسئلة الصحافيين حول ما إذا كان «اللقاء الديمقراطي» سيصوّت لصالح انتخاب عون، مكتفياً بالقول إنّ اجتماع المختارة اليوم سيشهد «نقاشاً تفصيلياً ليُبنى على الشيء مقتضاه» مع التأكيد على كون النائب هنري حلو «لا يزال مرشحاً» حتى الساعة.
جعجع
بالعودة إلى نشاط جعجع، فقد أنهى يومه التشاوري حول المستجدات الرئاسية أمس بزيارة بيت الوسط حيث اجتمع بالرئيس الحريري واستعرض معه التطورات ثم استكملا النقاش إلى مأدبة العشاء. وإذ نوّه بعد الاجتماع بشجاعة الحريري باعتبار «قلائل غيره الذين يجرؤون» على اتخاذ موقف «منطقي وعقلاني وربما غير شعبي» كالذي اتخذه بإعلان تأييد ترشيح عون، أعرب جعجع عن سروره لعودة «العلاقات بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية إلى سابق عهدها، ليس بمعنى الحركة السياسية البسيطة بل بمعنى 14 آذار الكبير»، وأردف قائلاً: «كل شيء سنقوم به، مهما كان ظاهره، نقوم به من أجل إيصال مشروع وسام الحسن و14 آذار (...) لن نستكين قبل أن نحقق تحديداً مشروع 14 آذار (...) لا تغشكم المظاهر، فأينما رأيتمونا وكيفما رأيتمونا، الأمر الوحيد الذي يكون في ذهننا هو مشروع 14 آذار».
وكان جعجع قد زار صباحاً الرابية حيث التقى رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» مبدياً تفاؤله بعد اللقاء بلبننة الاستحقاق الرئاسي، وقال: «سيكون لنا رئيس صنع في لبنان بالفعل وبات لنا كيان لبناني فعلي»، آملاً التفاف الكتل النيابية خلف تأييد ترشيح عون، مع تشديده على كون «هذه الخطوة هي الأولى على طريق تطبيق اتفاق الطائف الذي لم يُطبق يوماً بشكل فعلي».
ذكرى الحسن: حماية الدولة
وأمس، شارك الرئيس الحريري في الاحتفال الذي أقامته المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في الذكرى السنوية الرابعة لاستشهاد اللواء وسام الحسن والمؤهل أول أحمد صهيوني، في قاعة الشرف بثكنة المقر العام، في حضور وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص ورئيسة «مؤسسة اللواء وسام الحسن» آنا الحسن وذويه وذوي صهيوني، إلى جانب عدد من كبار الضباط.
وبعد أداء مراسم التكريم، وضعت أكاليل من الزهر أمام النصب التذكاري للواء الشهيد. كما وزعت جوائز مؤسسته على عدد من الضباط الذين حققوا إنجازات لافتة في قوى الأمن. في حين كانت كلمة للمشنوق أكد فيها «الثبات على خط الدفاع عن الدولة بقيادة الرئيس الحريري»، مؤكداً أنّ ما أعلنه أمس الأول من «اتفاق سياسي» في إطار مبادرته الرئاسية إنما هو «يلخّص الثوابت التي استشهد من أجلها وسام الحسن وبقية الشهداء: حماية الدولة وإحياء المؤسسات وتحييد الدولة اللبنانية عن الأزمة السورية، والتزام الطائف وعروبة لبنان».
البورصة.. صعوداً
تزامناً، واصلت الانعكاسات الإيجابية لمبادرة الحريري الرئاسية ترجماتها عملانياً على الساحة الاقتصادية من خلال مواصلة بورصة بيروت طريقها صعوداً وسط ارتفاع في حركة التداول حجماً وقيمةً من 33 ألف و698 سهماً بقيمة 317 ألف دولار في الأسبوع الماضي إلى 538 ألفاً و336 سهماً بقيمة 6 ملايين دولار في نهاية هذا الأسبوع. ووفقاً لذلك، ارتفعت القيمة السوقية للبورصة من 9.6 مليارات دولار الأسبوع الفائت إلى 10.14 مليارات هذا الأسبوع.
في وقت وصل مؤشر مصرف «بلوم انفست» للأسهم اللبنانية (BSI) إلى أعلى مستوى له منذ عام ونصف العام إلى 1205 نقاط أول من أمس بالتزامن مع إعلان الحريري مبادرته الرئاسية. كما رصد على مستوى الانعكاسات الإيجابية أيضاً، ارتفاع شهادات إيداع شركة «سوليدير» المدرجة في بورصة لندن بنسبة 17.95 في المئة خلال أسبوع لتقفل عند 11.50 $ من 9.75 $.
المستقبل : الحريري يُشارك في ذكرى الشهيد الحسن.. ونصرالله أمام «الامتحان» الرئاسي غداً
المستقبل : الحريري يُشارك في ذكرى الشهيد الحسن.. ونصرالله...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
226
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro