أعادت تركيا رسمياً، الخميس، رفع الأذان إلى "آيا صوفيا" التي تعتبر من أبرز المتاحف التاريخية في البلاد ويزوره ملايين السياح، في خطوة من المتوقع أن تثير غضب الغرب، وخاصة اليونان، التي حذرت سابقاً من "خطورة" هذه الخطوة التي اعتبرتها تركيا شأناً داخلياً لا يحق لأي دولة التدخل فيه.
والخميس، عينت رئاسة الشؤون الدينية التركية، إماما لمسجد "قصر هونكار" الواقع ضمن "آيا صوفيا"، لتتيح بذلك إعادة رفع الأذان عبر المآذن الأربع للصلوات الخمس يومياً، بعد إيقاف استمر لعشرات السنين.
و"آيا صوفيا" التي تعتبر حالياً متحفاً تاريخياً، كانت في الأصل كاتدرائية أرثوذكسية طوال (916 عاماً)، تحولت لاحقا إلى مسجد (482 عاماً) قبل أن تصبح متحفا عام 1935 في عهد كمال أتاتورك.
ومنذ سنوات شهدت تركيا دعوات متصاعدة لإعادة فتح آيا صوفيا كمسجد للعبادة وإطلاق الأذان من مآذنه الأربع الشهيرة.
وفي عام 1991 أعادت تركيا فتح أبواب مسجد "قصر هونكار" في آيا صوفيا أمام العبادة مجددا، وتقول تركيا إن "قصر هونكار" ليس جزءا أساسيا من آيا صوفيا، إنما تم تشييده في العصر العثماني على يد السلطان محمود الأول، وهو القسم المفتوح للعبادة حاليا وليس كامل آيا صوفيا.
ومع الدعوات المتكررة لفتح "آيا صوفيا" أمام المصلين، قال أردوغان قبل سنوات إنه لن يفكر في تغيير وضع المتحف الحالي ما دام هناك "صرح عظيم آخر مخصص للعبادة في إسطنبول هو مسجد السلطان أحمد الذي يرجع إلى القرن الـ17 شبه خاو من المصلين"، لافتاً إلى أن إسطنبول بها أكثر من ثلاثة آلاف مسجد.
وقبل أشهر، قامت رئاسة الشؤون الدينية التركية، بافتتاح معرض كبير في "آيا صوفيا" تحت عنوان "النبي محمد في ذكرى مولده الـ1444" ضمن فعاليات أسبوع المولد النبوي الشريف لعام 2015، ولأول مرة منذ عشرات السنوات تمت تلاوة آيات من القرآن الكريم داخل الجزء الداخلي لـ"آيا صوفيا."
وطول شهر رمضان الماضي، بثت قناة فضائية تركية برنامجاً دينياً من داخل "آيا صوفيا"، وهو الأمر الذي أثار غضب اليونان، وعبرت الخارجية اليونانية في بيان لها عن "استيائها" من الخطوة التركية، فيما رفضت نظيرتها التركية البيان وقالت إنه "أمر غير مقبول".
وفي إطار الجدل الذي تصاعد بين تركيا ودول أوروبية والفاتيكان حول أحداث 1915 التاريخية، أو إبادة الأرمن، هدد مفاعل هِزْلي مفتى العاصمة التركية أنقرة بأن تصريحات بابا الفاتيكان الأخيرة حول أحداث عام 1915، قد تكون سببا في تسريع إعادة فتح مسجد آيا صوفيا للعبادة من جديد.
وقبل عامين، أصدرت المفوضية الأميركية للحرية الدينية في العالم -وهي هيئة استشارية شكلها الكونغرس- بيانا قالت فيه إن تحويل آيا صوفيا إلى مسجد سيعرض وضع تركيا الدولي للخطر، وسيعيد إلى الأذهان "إساءة معاملتها للمسيحيين خلال القرن الماضي."
(وكالات)