الحلقة الأولى من الموسم الرابع لبرنامج "هيدا حكي"، الذي يقدمه عادل كرم على شاشة "أم تي في"، لم تقدم أي جديد في المحتوى أو المضمون الذي يقدمه كرم نفسه منذ أربع سنوات متتالية. وهو أمر لا يعيب البرنامج، إذا كان لا يزال يحقق نسب مشاهدة عالية، بقدر ما يكشف عن نية معدي البرنامج للتلاعب بعقول المشاهدين.
الديكور الجديد وإدخال بعض العناصر على الحلقة، لم يرقَ الى حدّ القول بإطلالة جديدة للبرنامج، بل بدا أشبه بمذيع تلفزيوني غيّر ربطة عنقه ليوهم المشاهدين بأنه يرتدي بزّة جديدة..
وبدا المتغير الأكثر حضوراً في الحلقة، الذي ربما عوّل عليه كرم لكسر الرتابة التي طبعت البرنامج بعد مواسم ثلاثة، هو إضافة فقرة "عادل وأديل" حيث تشارك كرم، فتاة لبنانية تتحدث لهجة شمالية-كورانية (نسبة إلى منطقة الكورة في شمال لبنان)، علما أنها طالبة في الجامعة اللبنانية الأميركية.
لكن ما قدمته الفتاة، هو تكرار سيء لما يقدمه مقدم البرنامج بطريقة مضحكة.. لم تنجح اللهجة "الكورانية" في تقديم مادة مضحكة، وهي حاجة أساسية لتنجح الخلطة التي روّج لها كرم أي "التكلم بلهجة شمالية في جامعة الأثرياء"..
بدت أديل مصطنعة الى حدّ الفضح بأن الحديث الذي دار بينها وبين كرم والتعليقات التي قدمتها مكتوبة سلفاً، وهو أمر كسر "العفوية" التي كان من المفترض أن تظهر بها، ووضعت مباشرة في وجه "أل بي سي" عبر مهاجمتها برنامج "نقشت" لفؤاد يمين، وهو ما أراد كرم، ربما، تجنبه بعد معارك طاحنة مع هشام حداد مقدم برنامج "لهون وبس".
وعدا عن أنها فضحت ما يتقن كرم اخفاءه، وهو من ضرورات لعبة الشاشة، قدمت "أديل" تعليقاتها مفتقرةً للقدرة على الإضحاك، والأكيد أنه كان بإمكان مقدم البرنامج نفسه تقديم التعليقات نفسها مع روح كوميدية أكبر، وبالتالي انتفت الأسباب الموجبة للفقرة المستحدثة، باستثناء حاجة البرنامج الى تغييرٍ ما.
إضافة الى ما تقدم، ظُلمت أديل بتقديم مادة مشابهة لما يقدمه كرم، فوضعت تحت مجهر المقارنة بين مؤدية مبتدئة مجبرة على التصنع بانتظار أن تصبح قادرة على تقديم شخصيتها بعفوية أكبر، وبين ما راكمه كرم من سنوات خبرة في تأدية الكوميديا البيضاء والتي أهلته لتقديم برنامجه الحالي.
الفتاة، وإن كانت تشكل حالة في "تويتر"، اعتبرتها "أم تي في" كافية لنقل تجربتها الى الشاشة الصغيرة، لكنها لا تزال بعيدة بالمستوى والأداء عن المغردين الأقوى في لبنان، وبينهم من حلّوا ضيوفاً على جو معلوف في برنامج "هوا الحرية" مساء الإثنين على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، وكشفوا عن قدرات كبيرة في إدارة "السوشال ميديا" وتوجيهها.
لم ينته البرنامج بعد، كما أن قدرة كرم على المناورة ولو بمستوى أقل، ما زالت حاضرة. لكن الأكيد أنه لم يعد قادراً على جعل المشاهدين يتسمرون أمام شاشة "أم تي في"، الثامنة والنصف كل ليلة ثلاثاء، كما حصل في الموسم الأول، ونسبياً في الموسم الثاني.
(المدن)