بدأ الجميع يترقّب الموقف الحاسم والنهائي للنائب وليد جنبلاط، وذلك من خلال الموقف الذي سيعلنه بعد ترؤسه اجتماع "اللقاء الديمقراطي" نهار غد السبت.

لكن الأجواء بدأت تتسرّب، وبات جزء أساسي منها واضحاً من خلال ما كشفه مقرّبون من الزعيم الجنبلاطي. ويشير هؤلاء إلى أن "اللقاء الديمقراطي" سيبادر إلى إصدار موقف في سياق لفتة تكريمية تجاه مرشّحه للرئاسة النائب هنري حلو، وذلك تقديراً لشهامته والتزامه بثوابت "اللقاء"، وما حظي به من تقدير من بعض القوى السياسية التي التفّت حوله، نظراً لتاريخ بيته السياسي والعلاقة العائلية التي تربطه مع النائب جنبلاط.

أما بالنسبة للقرار الذي سيتّخذه "اللقاء" بالنسبة للإستحقاق الرئاسي بعد دعم الرئيس سعد الحريري ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، فقد قال أحد نواب "اللقاء" لموقع "ليبانون ديبايت"، أنه مهما اشتدّت العواصف وتغيّرت وتبدّلت الأجواء السياسية، فإن جنبلاط سيكون إلى جانب الرئيس نبيه بري.

وأضاف، أن هذا الأمر ليس جديداً، بل بدأ منذ حقبة الثمانينات، على الرغم من كل التباينات التي شهدتها علاقتهما. وبالتالي، فإن الرئيس بري بات في أجواء كل الخطوات التي سيُقدم عليها رئيس الحزب الإشتراكي. كما أن وجود نجله تيمور من ضمن الوفد الإشتراكي الذي زار عين التينة، وفي هذه الظروف بالذات، يحمل الكثير من الدلالات من موقع التحالف والصداقة بين عين التينة والمختارة.

وفي سياق متصل، يقول مقرّبون من المختارة، أن النائب جنبلاط سيسلك السيناريو التالي في الإنتخابات الرئاسية، وذلك من خلال تصويت نواب الحزب و"جبهة النضال" أي نواب الشوف للعماد عون.

وأوضحوا أن الرئيس بري يتفهّم هذا الموقف وخصوصية صديقه الجنبلاطي الشوفية مسيحياً وسنّياً في إقليم الخروب. وهذه الخصوصية تتمثّل بالإنتخابات النيابية وقانون الإنتخاب ومصالحة الجبل.

في المقابل، سيترك النائب جنبلاط الخيار للنواب المستقلين غير الحزبيين لاتخاذ القرار الذي يناسبهم في إطار ديمقراطي ودون أي إشكالات.

من جهة أخرى، فإن العلاقة بين جنبلاط والنائب سليمان فرنجية ستبقى على ما يرام، خاصة وأن زعيم المختارة دعمه في ترشيحه للرئاسة، لكن المتغيّرات الأخيرة، ورفضه من قبل قوى 8 آذار، كما كشف المقرّبون من المختارة، قد غيّر المعطيات.

لكنهم لم يستبعدوا حصول مفاجآت خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك بفعل استطلاعات المختارة واستشرافها للأجواء الإقليمية والدولية، إضافة إلى تواصل مستمر بين جنبلاط والرئيس بري. وبالتالي، فمن المحتمل أن تتغيّر وتتبدّل أمور كثيرة، وربما قد تكون إحدى التغريدات الجنبلاطية الأخيرة مؤشّراً على ما قد يستجدّ على خط الإستحقاق الرئاسي.


ليبانون ديبايت