أجّل رئيس الوزراء السابق سعد الحريري الإعلان من “بيت الوسط” في بيروت تبنيه ترشيح النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية.
وجاء التأجيل بعدما لفت عدد من مساعدي زعيم “تيار المستقبل” نظره إلى أنّه من غير الجائز تبني مثل هذا الترشيح، الذي يعتبر “مغامرة سياسية كبيرة” في يوم مثل يوم التاسع عشر من تشرين الأول ـ أكتوبر، نظرا إلى أن يوم أمس الأربعاء صادف الذكرى الرابعة لاغتيال اللواء وسام الحسن.
لكنّ مصادر سياسية أكّدت أن التأجيل لا يعني أي تراجع عن تبني الحريري لترشيح عون الذي سيزور “بيت الوسط” قريبا جدا للخروج منه مرشحا رئاسيا يحظى بدعم زعيم السنّة في لبنان.
وكان عون شنّ حملة شديدة على وسام الحسن رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي في المرحلة التي سبقت اغتياله بواسطة سيارة مفخخة أوقفت في شارع قريب من مقرّ إقامته.
ومن بين الأسباب التي دعت الحريري إلى التأجيل ظهور تسجيل في مواقع التواصل الاجتماعي يهدّد فيه ميشال عون وسام الحسن بشكل مباشر.
ويحذر عون الحسن في التسجيل (بالصوت والصورة) من أن “من يقترب من خط التوتر العالي يتفحّم”، أي يتحوّل فحما. وهذا ما حلّ بالفعل بوسام الحسن الذي كان يلعب دورا كبيرا ومحوريا على الصعيد الأمني في لبنان وجواره، كما كان بمثابة أحد أفراد عائلة رفيق الحريري.
وكان الحريري، وهو زعيم “تيّار المستقبل” اتصل بحلفائه في حركة “الرابع عشر من آذار” لإبلاغهم موقفه وذلك بعدما وجد أن انتخاب ميشال عون هو الخيار الوحيد الباقي أمامه لسدّ الفراغ في رئاسة الجمهورية.
وأكّد قريبون من الحريري أمس أن التأجيل لا يعني أي تراجع عن تبني ميشال عون مرشّحا للرئاسة، فيما ذكرت مصادر سياسية أن موقف رئيس مجلس النوّاب نبيه بري المعارض لأن يصبح ميشال عون رئيسا لا يمكن الاستخفاف به، خصوصا بعدما تبيّن أن تصريحات رئيس مجلس النوّاب والكلام المسرّب عن مواقفه ليسا مجرّد مناورة وتوزيعا للأدوار بينه وبين “حزب الله”.
وكان برّي قرر أخذ إجازة خارج لبنان في الأيام الفاصلة عن موعد عقد جلسة لمجلس النوّاب مخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية في الحادي والثلاثين من تشرين الأوّل ـ أكتوبر الجاري.
صحيفة العرب