رغم انشغال الرأي العام الدولي بمعركة الموصل، الّا أنّ موسكو أصرّت بأنّ تبقي الأضواء مسلّطة الى حلب. فقد طالبت وزارة الخارجية الروسية بالشروع فوراً في الفصل بين المعارضة المعتدلة و"الإرهابيين" في حلب، مشدّدة على عدم وجود أيّ ذرائع لتأجيل هذه العملية.
وحذّرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من استغلال الهدنة الإنسانية في حلب لأيّ أغراض أخرى، غير مرتبطة بتقديم المساعدات الإنسانية للسكان، معربةً عن دهشتها من تباطؤ الأمم المتحدة في الشروع بإيصال الشحنات الإنسانية إلى حلب، على الرغم من تعليق عمليات القصف.
وكان فيتالي تشوركين، المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، قال إنّ "روسيا والولايات المتحدة والدول المؤثرة في الفصائل المسلحة شرعت في جهود فصل المعارضين عن تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في حلب".
الى ذلك، شدّدت الخارجية الروسية على أنّ "تمديد الهدنة الإنسانية في حلب من طرف واحد، أمر غير وارد"، موضحةً أنّ "اتخاذ مثل هذا القرار ممكن فقط على أساس اتفاق مشترك".
وقال سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إنّ "خصوم الرئيس السوري بشار الأسد يستخدمون فترات التهدئة الإنسانية لإعادة نشر قواتهم وللحصول على المزيد من الذخيرة والأسلحة". وأكّد أنّ "موضوع إعلان فترات التهدئة الإنسانية في حلب سيكون مطروحاً خلال مشاورات الخبراء العسكريين التي انطلقت في جنيف اليوم الأربعاء".
ريابكوف شددّ على أنّه "لا توجد في الوقت الراهن، أيّ خطط لعقد لقاء جديد بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري. وذكر الديبلوماسي الروسي بأنّ الشيء الأهم في المرحلة الراهنة هو استئناف التعاون المثمر بين العسكريين.
في موازاة ذلك، أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنّ عملية "درع الفرات" التي تقودها بلاده في سوريا ستعلن قريباً عن منطقة آمنة شمال حلب بمساحة 5 آلاف كم مربع.
يأتي ذلك، في وقت أفادت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأنّ 900 مدني استطاعوا الهرب من مدينة الموصل العراقية، وعبروا الحدود إلى سوريا، ما دفع هيئة الأركان الروسية الى الاعلان عن أنها أرسلت أقمار صناعية وطائرات استطلاع لمراقبة الأوضاع في محيط الموصل.