صباح دموي استيقظت عليه منطقة كسارة – زحلة، بعدما أُطلقت رصاصة من مسدس على رأس الرقيب أول في "شعبة المعلومات" نيفين ت.، لترحل تاركة طفلاً يبلغ العامين وزوجاً حاربت الجميع للارتباط به.
عند حوالي الساعة السادسة وقعت الكارثة، نقلت نيفين الى مستشفى تل شيحا لتبدأ الأدلة الجنائية رفع البصمات، مخفر المعلّقة فتح تحقيقاً، قبل استلام فرع المعلومات للقضية، وقد أشار مصدر امني لـ"النهار" ان "التحقيقات الاولية تشير الى انتحار الرقيب أول، لكن الى الآن لا يمكننا الجزم، التحقيقات في اولها والساعات الآتية ستكشف حقيقة ما حصل"، واضاف" كانت نيفين تعاني من مرض يجبرها على تناول دواء للأعصاب، ربما لهذا السبب فضلت الموت ووضع حد لمعاناتها".
ابنة تعلبايا كانت في المنزل مع زوجها وابنها حين لاقت حتفها" هي التي أحبت زميلها الرقيب اول زاهي جوزف خ.، ورغم اختلاف الدين بينهما ورفض عائلتها ارتباطها به، الا ان حبها له كان اكبر من كل العوائق، تزوجته غير آبهة برفض الجميع له، وبعد فترة عادت المياه الى مجاريها مع عائلتها، لتبدأ حياة سعيدة من دون مشاكل"، بحسب مختار تعلبايا.
الى جانب الجثة، أشارت المعلومات الى العثور على رسالة وداع موجهة الى زوجها. رسالة مطولة من 5 صفحات بخط اليد على دفتر مدرسي، على ما يقول من اطلع عليها، فيها الكثير من الحب لشريك حياتها، الذي تخلت عن كل من وما تنتمي اليه لتكون معه، وتوصية بوحيدهما جوزف، وتنمَ في المقابل عن شعور عارم بالوحدة القاتلة نتيجة لاضطراب العلاقة الزوجية.
صدمة الرحيل
عائلة الضحية في حالة صدمة، بعد خسارة ابنتهم التي تبلغ من العمر نحو 30 عاماً.
من دون وداع غادرت تاركة " شقيقتها وشقيقها في حالة ضياع، ووالدها هشام الذي يعمل سائق شاحنة، المعروف بهدوئه وحب الجميع له، اما والدتها ففي حالة انهيار، بعدما خسرت فلذة كبدها"، قال المختار قبل أن يضيف" هي المعروفة بعشقها لطفلها، لا يمكن استيعاب ان تختار فراقه، الجميع بحالة ترقب لمعرفة حقيقة ما حصل في تلك اللحظة السوداء، اذ كيف لام ان تحرم ولدها من رفقتها وان تفضل الموت على العيش في الحياة التي اختارتها مع زاهي الذي بنت واياه منزلهما الزوجي، هذا لو اخذنا بانها انتحرت كما تداولت بعض وسائل الاعلام، ومع ذلك نترك التحقيق للقوى الأمنية التي ستصدر التقرير بالتأكيد عما قريب، كون نيفين ابنة هذه المؤسسة الأمنية".
علامات استفهام
بعد السلاح غير الشرعي، ها هو السلاح الشرعي يقضي على حياة الناس، فلم تجف دماء ضحايا عشقوت حتى سالت دماء ابنة تعلبايا، فهل بات الموت سهلا الى هذه الدرجة؟ واذا كانت الدولة عاجزة عن ضبط السلاح المتفلت هنا وهناك كيف عساها ان تضيف الى مهمتها الفاشلة في تأديتها، مهمة أخرى وهي تصويب كل من يحمل السلاح بطريقة شرعية انه للدفاع عن النفس وليس لقتل النفس؟!
سيكبر ابن نيفين من دون أم، ما يطرح السؤال عن كبر المعاناة التي كانت تشعر بها فيما لو فعلاً انتحرت، اذ كيف لها أن تحرم صغيرها من حنانها وعطفها؟ لكن ما هو أكيد أن لا أحد يقدم على هذه الخطوة إلا إذا ضاقت به كل سبل الحياة.
النهار