لا يمكن المقارنة بين الكرتين اللبنانية والعراقية فالفرق شاسع، وكأن الأحلام والجهد الذي بذله رئيس الفريق وهو يخصص ملايينه على تحضير فريق على المستوى الآسيوي ذهب «هباءً منثوراً».
كم من الوقت نحتاج للخروج من هذه الدوامة المزعجة؟ وكيف يمكن لفريق كان قاب قوسين أو أدنى من النهائي ورفع الكأس وإحداث نقلة نوعية في تاريخ الكرة اللبنانية أن يلقى مثل هذا المصير؟
بكل بساطة طار الحلم في لحظات، والفريق الذي أراد أن يرقص داخل شباك ضيفه العراقي «القوة الجوية»، كان عاجزا على رفع قدميه أو إنعاش جسده المنهار تحت الموج الذي جرف في طريقه كل ما يمكن أن يجرفه على مدى ساعة ونصف. ستبقى حسرة في قلوب «العهداويين».
وكأن «العهد» الذي يسقط دائما بدعسة ناقصة في نهاية المطاف كانت تعوزه الخبرة أو أن مدربه الالماني جاسبرت لم يعرف كيف ينتهز الفرص ويستفيد من المواقف فشرب من نفس الكأس التي أهداه إياها «الصفاء» في ختام الدوري ولم يحافظ على تقدمه مرارا، وفشل في خطف المباراة بالأرجحية التي تخوّله ذلك أو الفوز بأكثر من هدف.
هو الموقف نفسه للاعبين ظنوا مرة أخرى أنهم وصلوا الى المجد وأن نتيجة المباراة محسومة حتما، من دون ان يركزوا أو يستفيدوا من نقاط كثيرة كان يجب فيها عدم اللعب على «حافة الجدار» أو بالأحرى على تكثيف الدفاع والتراجع بشكل كان فيه نجوم «العهد» تحت الصفر، أو ان عقولهم انغمست في عسل «الأخاء» وفي ذلك الفوز الذي ضرب رؤوسهم وهز أبدانهم ولم يعرفوا متعة الرقص أو الأداء على نغمة الاصابات.
أين هي مئات آلاف الدولارت التي أهدرت على لاعب مثل محمد حيدر لم يتمكن من إظهار موهبته التي أبدع فيها، وماذا يقال عن أحمد زريق الذي سقط دائما في أحضان الظهير العراقي، حتى أنه لم ينجح ولو لمرة في خرق المنطقة العراقية والذهاب فيها الى الشباك.
أما موسى كبيرو فحركة من دون بركة، ناهيك عن خط الدفاع المتأزم والذي كان عرضة للارتباك والأخطاء الكثيرة، حتى ان نور منصور وخليل خميس كانا السبب في هدفي التعادل والفوز العراقيين الأول سجل عن طريق الخطأ والثاني لم يتمكن فيه خميس من كبح جماح اللاعب بشار رسن الذي مر وكأنه في فسحة سياحية.
والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكن لفريق تقدم مرتين أن يلعب بهذه الخطة الدفاعية العبثية التي وضعته تحت الضغط ودفعت به الى الانهيار؟ وأين خط الوسط الذي أفرغه عباس «اونيكا» بغيابه؟ أليس من الأجدى كان الدفع بـ «مهدي فحص منذ البداية؟
غابت السرعة والتحرك بطريقة حضارية مع الكرة وكثرة المراوغات غير المجدية من دون أن تجد اللاعب المهاري الذي يمكن أن يسجل في الوقت المناسب.
صحيح أن العشر دقائق الأخيرة لعب «العهد» فيها بكل ثقله وبأداء راق وبفرص كان الحارس العراقي فهد صالح بطلا فيها، صحيح أن الأمر حصل، وهذا لأن الفريق العراقي أكمل المباراة بعشرة لاعبين فقط طيلة ربع ساعة وحاول دائما المحافظة على تقدمه (3ـ2)، أو حتى انه لو تعادل (3ـ3)، فإنه كان يعلم أن الوقت سيكون قد سبق «العهد» وأطاحه خارج البطولة.
الفارق كبير بين فريق عراقي ينقل الكرة بسرعة غريبة ويتحول من الدفاع الى الهجوم بلاعبين لم يشعروا بتاتا انهم يخوضون المباراة خارج قواعدهم انما في بلدهم وعلى أرضهم فاستحقوا التأهل بجدارة، هذا الفارق وحده كفيل بأن يقال ان الكرة العراقية تفوق اللبنانية بكل شيء والفرق شاسع...
«القوة الجوية يتأهل بفوزه (3 ـ 2)
تأهل «القوة الجوية» العراقي الى نهائي كأس الاتحاد الآسيوي بفوزه على «العهد» (3ـ2)، في اياب نصف النهائي على ملعب المدينة الرياضية.
وسجل للفريق العراقي حمادي أحمد (د28) ونور منصور خطأ في مرماه (71)، وبشار رسن (77) ولـ «العهد» بشار نور منصور من ضربة جزاء (د12)، وحسن شعيتو (د34).
وكان الفريقان تعادلا (1ـ1) ذهابا في الدوحة.