وأخيرا حان موسم قطاف الزيتون، استعد أهالي الجنوب له وتهيأت تلك السواعد الموسمية للعمل، فهذا موسم الرزق والوظيفة المنشودة.
فالجنوب وما ادراك كيف يعيش غالبية الجنوب.. مواسم ينتظرونها ليعيلوا بها عائلاتهم أو ليخبئوا غلتهم الى الموسم القادم.
موسم النهر قتله التلوث ومن انتظر فصل الصيف خرج خالي الوفاض من غلة لن تكفيه مقدار فصل الشتاء كما اعتاد أما موسم الصعتر والهليون سبقه السوري اليه نظرا للرأسمال الزهيد المتمثل بالسواعد وعرق الجبين في بلد أصبحت فيه الحياة غالية الثمن، أما الشخص الذي كان يعتمد على عمله الحر (السنكري، المعمرجي، البلاط، …) فاستبدل بنازح أقل كلفة منه .
وكأن هذا التحدي الذي يعيشه اللبناني لا يكفيه حتى بدأ النازح السوري ينافسه في موسم كان يعتبر من أوفر المواسم ربحا على شغيل الفاعل (وهي كلمة جنوبية تطلق على الشخص الذي يعتاش من عمل زراعي) وتعليقا على هذا الموضوع يقول ابو علي: هناك عائلة كانت تأخذني كل سنة معا ولكن هذه المرة لم تكن كسابقاتها اذ ان السوري اوفر مني ب5000 وهي تحتاج لثلاثة عمال ويضيف "يعني بتلات عمال بتوفر 15000وبتعمل ترويقة فيهم للشغيلي" .
يتفهم ابو علي هذا الأمر كما غيره، إذ أن كل فرد يريد الأفضل لمصلحته ويؤكد أن "بعض الشباب اضطروا للقبول بإيجار يومي كالسوري "بدهم يعيشوا".
فيما الجنوبي يتخبط بمحاولته اطعام عائلته فإن كلفة ايجار سواعد السوري اليومي تبلغ 35 الف ليرة تارة وتزداد طورا او تنقص وذلك بحسب الاتفاق لكن المؤكد انها لا تقل عن ال30 الف ليرة يوميا .
الأمر ليس عنصرية أو كرها للسوريين انما هو مجرد لفتة نظر للدولة اللبنانية التي تبدو كأنها غائبة كليا عن وضع اللبناني المزري في ظل سيطرة اليد العاملة السورية وان كان السوري يستطيع العيش بغرفة واحدة مع عائلته واقاربه فإن اللبناني لا يستطيع وكما يقول ابو علي: "الله يسترنا ما نصير نحنا النازحين ببلدنا".
(Liban8)