ذكرت "النهار" أن الجانب الايجابي لعودة الرئيس سعد الحريري مساء أمس الى بيروت قد يكون في أن عودته قد تضع حداً لموجات "التبصير" والتكهنات المتطايرة في كل الاتجاهات حول توقيت اعلانه لموقف ينتظر ان يكون حاسما في شأن تبني ترشيحه المحتمل للعماد ميشال عون. وقد واكبت هذه الاجواء عودة الحريري نفسها اذ كانت مجمل الاجواء الداخلية تغرد خارج حقيقة تحركاته وتردد على نطاق واسع ان زعيم "تيار المستقبل" كان قد حط رحاله قبل يومين في الرياض ولكن تبين انه عاد الى بيروت من باريس. وتبعا لهذه العودة تتجه الأنظار اليوم الى "بيت الوسط" ترقباً لاجتماع كتلة "المستقبل" التي يفترض ان تنعقد برئاسة الحريري للاطلاع منه على حصيلة تحركاته الخارجية المعلنة وغير المعلنة الاخيرة.
لكن النقطة الاكثر اثارة للاهتمامات ولحبس الانفاس تتركز على ما اذا كان في جعبة الحريري ما يفضي أخيراً الى حسم موقفه من ترشيح عون أو انه سيتحصّن بمزيد من الوقت والتريث قبل اعلان موقفه الذي ينتظره الفريق العوني وسائر القوى الداخلية بفارغ الصبر. وقبل ان تتبلور أي معطيات واضحة عن الاتجاهات النهائية لموقف الحريري، استرعى الانتباه أن الفريق العوني بدا مطمئنا الى ان الحريري سيعلن تبني ترشيحه في الايام القريبة، فيما لم تحسم الاوساط المعنية القريبة من كتلة "المستقبل" هذا الاتجاه سلباً أو ايجاباً وتركت الامور عالقة رهن الاتصالات والمشاورات التي بدأت عقب عودة الحريري.
ونقلت "النهار" عن مصادر مواكبة للاتصالات الجارية أن الوضع لا يزال كما هو وليس هناك ما يشير الى اتخاذ موقف جديد في اجتماع كتلة "المستقبل" اليوم بما يعني استبعاد تطور جديد اليوم. وجاءت هذه المعطيات مخالفة لمعلومات توقعت ان يتجه الحريري نحو تبني ترشيح العماد عون في وقت وشيك عبر مقابلة تلفزيونية خاصة بعد ان يطلع كتلة "المستقبل" على المعطيات التي تدفعه نحو حسم هذا الخيار، وان اجتماع الكتلة اليوم سيشهد نقاشاً مع النواب الرافضين لخيار عون قبل بت الموقف النهائي للحريري.