عندما تبلغ المرأة عمراً معيّناً، من السهل جداً لوم إنقطاع الدورة الشهرية بسبب حدوث الهبّات الساخنة، والتعرّق الليلي، وتقلّبات المزاج، وغيرها من المشكلات المُزعجة. غير أنّ هذه الأعراض قد تُشير أحياناً إلى أمور أخرى يمكن أن تكون أكثر خطورة. ما هي؟ في حين أنه من المحتمل جداً أن يكون إنقطاع الطمث المُذنب الحقيقي وراء التغيّرات التي تطرأ على جسم المرأة مع تقدّمها في العمر، لكن أحياناً فإنّ هذه الأعراض الشائعة قد تُشير إلى مشكلات أخرى أكثر جدّية.
في ما يلي 6 أعراض سلّط الأطباء الضوء عليها يجب عدم إهمالها إطلاقاً:
- تغيّر كُلّي في الدورة الشهرية
من بين العلامات المنبّهة لدخول مرحلة ما قبل إنقطاع الطمث، بدء تغيّر الدورة الشهرية التي تصبح أكثر تواتراً، أو أقلّ تردّداً، أو أكثر حدّة، أو أكثر خفّة... علماً أنّ هذه الإشارات قد تظهر قبل نحو 10 أعوام من بلوغ إنقطاع الطمث فعلياً.
في حال بدء معاناة نزيف حادّ غير إعتيادي، وحدوث الدورة الشهرية أكثر من كلّ 3 أسابيع، أو ملاحظة نزيف بعد ممارسة الجنس، يجب التحدّث إلى الطبيب سريعاً. يمكن لهذه الأعراض أن تُشير إلى أورام ليفية في الرحم، أو أورام حميدة، أو حتّى سرطان عنق الرحم.
- هبّات ساخنة وتعرّق ليلي
نحو 80 في المئة من النساء في مرحلة ما قبل إنقطاع الطمث يواجهن هبّات ساخنة وتعرّقاً ليليّاً، وبعضهنّ يتحمّلن هذا الإرتفاع الشديد في درجة حرارة الجسم لمدّة 7 أعوام. يمكن لهبوط الإستروجين أن يؤثّر في قدرة الجسم على تنظيم الحرارة.
غير أنّ الهبّات الساخنة وزيادة التعرّق قد تُشير أيضاً إلى فرط نشاط الغدّة الدرقية. علماً أنّ هذه المشكلة الصحّية التي تتميّز بأعراض أخرى،
كتساقط الشعر وعدم إنتظام الدورة الشهرية، تدلّ بدورها على تغيّرات روتينية مرتبطة بإنقطاع الطمث. لمعرفة السبب الحقيقي، لا بدّ من إستشارة الطبيب لإجراء إختبار دم سنويّ والتأكّد من إتمام الغدّة الدرقية وظائفها بشكل طبيعي.
وفي حال خسارة الوزن بطريقة فُجائية ومن دون سبب، أو الشعور بقلق إضافي، يدلّ ذلك أيضاً على فرط نشاط الغدّة ويستدعي رؤية الطبيب فوراً بدلاً من إنتظار الفحص السنوي. قد يتطلّب الأمر أخذ أدوية أو الخضوع لجراحة.
- تساقط الشعر
بسبب تضاؤل مستويات الإستروجين، يلاحظ العديد من النساء في مرحلة إنقطاع الطمث بدء ترقّق شعرهنّ. فضلاً عن أنّ خطر رؤية مساحة أكبر من فروة الرأس يكون حتّى أعلى إذا خسرت نساء أخريات في العائلة شعرهنّ مع تقدّمهنّ في العمر.
الترقّق التدريجي للشعر يكون عموماً طبيعياً، غير أنّ فقدان آلاف الشعر سريعاً ليس كذلك. عند رؤية مجموعة خصلات الشعر تتساقط أثناء الإستحمام، يجب إخبار الطبيب بذلك سريعاً. قد تكون الغدّة الدرقية هي المشكلة، وفي مثل هذه الحال قد يرجع السبب إلى فرط نشاطها أو قصوره. تتضمّن الأعراض الأخرى المرتبطة بضعف الغدّة الدرقية زيادة الوزن، وأوجاع الجسم، وتعب، ومشكلات في الذاكرة.
- خفقان القلب
التناوب بين مستويات الإستروجين المرتفعة والمنخفضة قد يؤدي إلى خفقان القلب، فيبدو أنّ القلب يدقّ سريعاً جداً أو بطريقة متقطّعة. هذا الأمر صحيح خصوصاً خلال الهبّات الساخنة، بحيث أظهرت الدراسات أنّ دقات القلب قد تزيد سرعتها من 8 إلى 16 نبضة عند معاناة هذا العارض.
إذا كانت دقات القلب سريعة أو متقطّعة على رغم غياب الهبّات الحارّة، لا بدّ من إستشارة الطبيب.
عدم انتظام ضربات القلب يكون شائعاً مع التقدّم في العمر، وفي حين أنّ معظمها يكون غير مضرّ، إلّا أنّ بعضها يستدعي العلاج عن طريق الدواء أو الجراحة. وإذا لزم الأمر، تساعد إختبارات القلب على رصد مشكلات جدّية في القلب أو إستبعادها.
- أوجاع المفاصل
من البديهي الشعور بوجع وضعف أكثر مع التقدّم في العمر. تتعرّض مجموعة كبيرة من النساء في مرحلة إنقطاع الطمث، وتحديداً ما يصل إلى نصفهنّ، لمشكلات في المفاصل. ليس من المعلوم بشكل مؤكّد أنّ مستويات الإستروجين المنخفضة تؤدي إلى آلام المفاصل، لكنّ الدراسات تقترح أنّ العلاج ببدائل الإستروجين يساعد أحياناً.
إذا كان الألم المستمرّ يجعل الحياة اليومية صعبة، يجب تحديد موعد مع الطبيب لكشف مشكلات صحّية كإلتهاب المفاصل، أو الألم العضلي الليفي، أو داء لايم. يُذكر أنّ النساء اللواتي يعانين زيادة الوزن أو الكآبة هنّ أيضاً أكثر عرضة لأوجاع المفاصل.
- الكآبة
من الشائع أن تتعرّض النساء لتقلّبات المزاج خلال هذه المرحلة من حياتهنّ. يمكن للتغيّرات الهرمونية ومشكلات النوم أن تعبث أكثر في المزاج. المرأة خلال المرحلة التي تسبق إنقطاع طمثها تواجه غالباً الأرق أو التعرّق الليلي، ما يجعلها مستيقظة. يؤدي سوء النوم إلى التعب الذي يعزّز بدوره مشاعر الكآبة. الشعور قليلاً بالتشاؤم أو الغضب يختلف كلّياً عن الإكتئاب المرضي.
النساء اللواتي شُخِّصن بالكآبة سيُواجهن مشاعر اليأس، وإنخفاضاً ملحوظاً في غالبية الأنشطة التي كانت تستهويهنّ، وإضطرابات النوم أو كثرة النوم، والشعور بعدم الجدوى، والتفكير في الموت والإنتحار. في حال الإشتباه بتخطّي الحدود، يجب إستشارة خبير في الصحّة العقلية لتقييم الوضع، فقد يستدعي الأمر تلقّي علاج نفسي أو أخذ مُضادات الكآبة.
(سينتيا عواد - الجمهورية)