فرض الجناح البلجيكي الدولي يانيك فيريرا كاراسكو نفسه نجماً في الفوز الكاسح لفريقه «أتلتيكو مدريد» على ضيفه «غرناطة» (7 ـ 1)، ضمن الأسبوع الثامن من الدوري الإسباني بكرة القدم.
إذ لم يكتفِ كاراسكو بتسجيل ثلاثيته الأولى في مسيرته الاحترافية فحسب، بل أيضاً صنع هدفين من الأهداف السبعة لفريقه الذي احتفظ بصدارة الترتيب بفارق الأهداف أمام جاره اللدود «ريال مدريد».
انضمّ كاراسكو (23 سنة)، إلى «أتلتيكو مدريد» في العاشر من تموز العام 2015 قادماً من «موناكو» الفرنسي بعقد لخمس سنوات مقابل 20 مليون يورو لملء الفراغ الذي خلفه انتقال التركي أردا توران إلى «برشلونة». لكنه انتظر حتى أواخر شهر أيلول من العام نفسه قبل أن يحظى بمباراته الأولى أساسياً في الدوري الإسباني. ونجح في تسجيل هدفه الأول بعد أقل من شهر واحد في الفوز على أرض «ريال سوسييداد» (2 ـ صفر). وسرعان ما أصبح لاعباً مميزاً في فريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني الذي يعتمد خطة 4 ـ 4 ـ 2، حيث أشركه الأخير على جهتي خط الوسط. كان الدور الرئيسي لكاراسكو على الجهة اليمنى، ومن ثم نُقل إلى الجهة الأخرى. ومن الجناحين، وخاصة الأيسر، كان قادراً على اختراق منطقة الخصم مستغلاً سرعته الكبيرة وحسن سيطرته على الكرة. كما يستطيع اللعب في مركز الارتكاز عندما يقرر سيميوني الانتقال إلى خطة 4 ـ 2 ـ 3 ـ 1. ومباراة بعد مباراة أظهر كاراسكو أنه يفهم ما يريده المدرب منه وبات أساسياً في التشكيل. فمزاياه الفنية والبدنية تختلف بشكل كبير عما يقدّمه زملاؤه. فهو صاحب السرعة الكبيرة التي تتيح له فتح خط دفاع الخصم. فعندما يستحوذ «أتلتيكو» على الكرة في خط الوسط على وجه الخصوص، تجعل قدرة كاراسكو على التقدم نحو الهجوم منه خياراً طبيعياً للفريق لتغيير نمط اللعب. كما أن مهاراته في التملص من مراقبيه تزيد من معاناة المدافعين. وفي الهجمات المرتدة، تزداد أهمية سرعته لكون «أتلتيكو» يلجأ إلى التكتل الدفاعي عندما يشعر بالخطر، وخاصة عندما يدافع عن تقدّمه في الشوط الثاني. فإضافة إلى الفرنسي أنطوان غريزمان، يُعَد كاراسكو الوحيد القادر على مساعدة فريقه في الخروج من هذا الوضع ونقل الكرة لمسافة طويلة. لا يتعلّق الأمر بهز الشباك فحسب، بل أيضاً بصنع الفرص لزملائه. فتحركات كاراسكو ومراوغاته توفر مساحات للآخرين، وإذا لم يسدّد في نهاية هجمته، فإنه قادر على تمرير كرة متقنة في النهاية.
بدأ كاراسكو، الذي يُذكّر بالغزال بسبب سرعته وخطواته الكبيرة، تطوير مرونته بعد انضمامه إلى نادي «موناكو» الفرنسي في العام 2010 قادماً من «غنك». وبعد سنتين بين البدلاء، فرض نفسه أساسياً مع نادي الإمارة الذي كان يلعب في الدرجة الثانية. وبعد عودة الفريق إلى دوري الأضواء ضم أمثال جواو موتينيو وخاميس رودريغز، على حساب كاراسكو في الموسم 2013 ـ 2014. وعلى الرغم من ذلك نجح في شقّ طريقه من جديد وسجل ثلاثة أهداف وصنع ستة أهداف في موسمه الأخير في فرنسا، من ضمنها هدف الفوز على «أرسنال» الإنكليزي في دوري أبطال أوروبا.
وفي موسمه الأول في إسبانيا، ساهم في بلوغ «أتلتيكو مدريد» نهائي دوري أبطال أوروبا على أرض ملعب «سان سيرو»، حيث شارك بديلاً ضد «ريال مدريد» وسجل هدف التعادل في الدقيقة 79. صحيح أن «أتلتيكو» خسر المباراة بركلات الترجيح، لكن كاراسكو بات أول بلجيكي يسجل هدفاً في نهائي المسابقة.
على المستوى الدولي خاض كاراسكو مباراته الأولى مع منتخب بلجيكا يوم 28 آذار من العام 2015، حين شارك بديلاً لمروان فلايني في الفوز الكاسح على قبرص (5 ـ صفر)، ضمن تصفيات بطولة أوروبا 2016. وبعد استدعائه للمشاركة في النهائيات، سجل هدفه الدولي الأول في الفوز الكاسح على المجر (4 ـ صفر)، ضمن الدور الثاني، بعد نزوله مكان دريز مرتنز في الشوط الثاني. وحتى الآن خاض تسع مباريات دولية سجل خلالها هدفين.