السؤال الذي يحاول اللبنانيون كلهم معرفة الجواب عنه هو: هل سيتم انتخاب رئيس للجمهورية في مجلس النواب بعد 15 يوماً؟ والسؤال الآخر الذي يهمهم الحصول على جواب عنه هو: هل يكون مؤسس "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون المرشّح الذي ينهي انتخابه الشغور الرئاسي؟
لا يمكن إعطاء جواب بكلمة واحدة نعم أو لا عن السؤالين رغم أن الأجواء السياسية والإعلامية توحي أن إنهاء الشغور و"بالجنرال" عون لم يعدْ مستحيلاً. لكن يمكن تزويد القرّاء بمعلومات دقيقة حصل عليها "الموقف" من الجهات المعنية مباشرة بالاستحقاق الرئاسي. وهي تؤكد ما هو معروف منذ فترة أي اقتناع زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري بترشيح عون للرئاسة وبانتخابه. لكنها تشير الى اتخاذه خطوات عملية ومثله عون من أجل الاقتراب أكثر من اتفاق نهائي يترجمه مجلس النواب بانتخاب "الجنرال". ولعل الخطوة الأبرز كانت اتفاق الاثنين مباشرة وعبر الموفدين على أمرين. الأول مبادرة "الجنرال" الى إراحة السنّة الذين تشكّل غالبيتهم جمهور "تيار المستقبل" بمواقف سياسية وإعلامية تنسيهم تاريخه السلبي معهم ولا سيما بعد "تفاهمه" مع "حزب الله". إذ هاجمهم قيادة وقاعدة وحرّض "الحزب" عليهم وتطاول على رموزهم. وذلك موجود بتفاصيله في "محفوظات" وسائل الاعلام. وقد نفّذ عون الاتفاق في المقابلة التي أجراها على "تلفزيونه" OTV قبل مدة قصيرة. إذ لأول مرة شاهد اللبنانيون عون الهادئ وغير المتوتر والقادر على وزن كلماته ومواقفه بميزان الذهب، والمعترف بأهمية السنّة ودورهم الوطني، وبالحاجة إليهم لتحقيق قيامة لبنان السائر نحو الاندثار أو الدولة الفاشلة. طبعاً رحّب السنّة الحريريون الدافعون الى التحالف مع "الجنرال" أو التعاون بموقفه ومنهم الرئيس سعد. ولم يقتنع بذلك السنّة الحريريون الرافضون وبشدة أي تعاون أو تحالف مع من كان عوناً عليهم مع أخصامهم وفي مقدمهم "حزب الله"، والخائفون أن يكون التفاهم على حسابهم كسنّة وعلى حساب "المستقبل" وزعيمه سعد. كما نفّذ الاتفاق نفسه صهره والأقرب إليه من الجميع الوزير جبران باسيل في ظهوره التلفزيوني على شاشة الـ"ال. بي. سي" الخميس الماضي. إذ أفاض في إظهار محبته للسنّة وتقديره لدورهم وحاجة البلاد الى تعاونهم مع الآخرين للنهوض من أزماتها القاتلة، وأشاد بدور المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، وأظهر تميّزاً في موقفه وموقف "التيار" الذي رأّسه عليه عمّه منهما عن موقف حليفه "حزب الله". كما أظهر في شكل أو في آخر عدم تطابق مع موقف "الحزب" من التدخل العسكري في الحرب السورية رغم رفضه الإرهاب والتكفيريين. وهذا أمر لفت قيادة الحزب وأعضاءه ومناصريه رغم أن اتفاقاً عليه قد يكون حصل بين الاثنين من أجل مضاعفة الحظوظ الرئاسية لـ"الجنرال".
أما الأمر الثاني الذي اتفق عليه الحريري وعون فهو إعلان الأول ترشيحه الثاني لرئاسة الجمهورية باسم "تياره" بعد انتهاء جولة خارجية له قال لعون أنه سيقوم بها. وهذه الجولة التي تمت على مراحل وصلت أو ستصل قريباً جداً الى نهايتها في رأي حلفاء "الجنرال"، وصار مطلوباً الإعلان الترشيحي الرسمي قريباً جداً. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل أخذ زعيم "المستقبل" ضوءاً أخضر من السعودية التي يُقال أنه زارها مرتين؟ أو من روسيا؟ أو من فرنسا؟ والمعلومات المتوافرة عند جهات لبنانية متناقضة بل متخاصمة تتقاطع على الآتي: السعودية تركت الأمر له وأفهمته أن لديها الكثير من الهموم والأعمال والمهمات. لكن من فعل ذلك ولي ولي عهدها أم رئيس مخابراتها الجنرال حميدان؟ والجواب عن ذلك مليء بالتناقضات. علماً أن الوزير الياس بو صعب حليف عون سمع كلاماً مماثلاً من مستشار لولي ولي العهد أخيراً في دولة الامارات العربية المتحدة. كما أن الوزير وائل أبو فاعور لم يسمع موقفاً إيجابياً من زيارتيه الأخيرتين للرياض.
روسيّا امتنع الرئيس بوتين عن استقباله. ووزير خارجيته لافروف تجنّب الحديث عن الأزمة الرئاسية تفصيلاً وحكى عن سوريا. وكان الاجتماع بروتوكولياً. فهل سيتغيّر ذلك إذا صار رئيساً للحكومة؟ ربما.
فرنسا استقبله وزير خارجيتها آيرولت خلافاً للسابق. علماً أنها أدركت سابقاً وبعد زيارة مسؤول مهم فيها لطهران أنها لن تتدخل لأن الرئاسة "شأن لبناني".
هل يكفي الأمران المفصلان أعلاه بعد تنفيذهما لكي ينتهي الشغور الرئاسي في جلسة 31 تشرين الأول الآتية؟ وأليس لسوريا بشار الأسد دور في الاستحقاق اللبناني هذا وخصوصاً بعدما حسّنت لها روسيا مواقعها؟
بعد عون هل ينفِّذ الحريري الاتفاق؟
بعد عون هل ينفِّذ الحريري...سركيس نعوم
NewLebanon
التعريفات:
مصدر:
النهار
|
عدد القراء:
568
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro