بدت المعارضة السورية غير متفاجئة بفشل "اجتماع لوزان" السويسرية، والذي عقد أمس السبت، إذ أكدت أنها لم تكن تعوّل على أي نتائج، لجهة إيقاف المجازر التي يرتكبها النظام السوري وحليفاه الروسي والإيراني، وخصوصا في مدينة حلب.
وفي السياق، أكد رئيس وفد المعارضة السورية المفاوض، أسعد الزعبي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، "كنا نعلم أن الاجتماع لن يفضي إلى نتائج"، مضيفا أنه "طالما أن الروس والأميركيين موجودون في أي اجتماع، فلن ننتظر خيرا". وأشار إلى أن موسكو وواشنطن "تهمهما مصالحهما، حتى لو كان الثمن قتل الشعوب".
وأوضح رئيس الوفد المفاوض أن "من يعوّل على روسيا والولايات المتحدة يكون خارج الأرض"، مؤكدا "نية المعارضة السورية تفعيل التواصل مع الدول الأوروبية في الفترة المقبلة".
من جهته، ذكر عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري، خطيب بدلة، أن "غياب المعارضة السورية عن الاجتماع هو أحد أسباب الفشل"، مضيفا، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "الاجتماع عقد في ظل انقسام دولي حاد حيال القضية السورية، وجاء في مرحلة تراجع الحل السلمي إلى الحد الأدنى".
وأشار إلى أن روسيا "كشفت عن وجهها الحقيقي المعادي للشعب السوري، والمؤيد للاستبداد، لتحقيق أطماع استعمارية طويلة الأمد في سورية، عندما استخدمت الفيتو ضد مشروع القرار الفرنسي في مجلس الأمن، والذي كان يدعو إلى إنهاء معاناة السوريين عموماً، وحلب خصوصاً".
بدوره، شدد عضو الائتلاف الوطني السوري، يحيى مكتبي، على أن اجتماعات لوزان كانت حلقة من سلسلة اجتماعات عقدت في عدة دول أوروبية دون نتائج تذكر، في حين أن ثلاثي العدوان على السوريين (روسيا، وإيران، والنظام السوري) يواصل ارتكاب المجازر، وتهجير السوريين من ديارهم.
وأوضح مكتبي، لـ"العربي الجديد"، أن "روسيا تتصرف كدولة عظمى، في حين أن الولايات المتحدة تتصرف كدولة صغيرة ليس لها القدرة على التأثير في الأحداث، خصوصاً على صعيد تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة بالملف السوري". وأكد "ترحيب المعارضة السورية بدور أكبر للدول الأوروبية في القضية السورية".
واختتم اجتماع لوزان، الذي ضم وزراء خارجية عدة دول لها علاقة بالملف السوري، دون نتائج واضحة، باستثناء تصريحات أكدت أن "المجتمعين اتفقوا على مواصلة الاتصالات في المستقبل القريب، ومواصلة العملية السياسية في أسرع وقت".
محمد الامين - العربي الجديد