دخل العقد التاسع مُستعدًّا مستبدًّا كي يكون الرئيس الوحيد.
يضرب أخماسَهُ بأسداسِهِ كي يصلَ إلى بعبدا، يريد أن يأخذ كل شيء، السلة والذلة. صهرُهُ أخذ البلد إلى ما يصبو إليه كأنه عائلة مُصغّرة وهو ربّها. كيف يحملُ العماد ميشال عون كل هذا الضغط النفسي؟ وهل يستطيع أن يخرج من عنق الزجاجة المنبوذ في أسفلِها؟
نعم، تداخلت الأحلاف السياسية ببعضها البعض، فمثلًا بعض حلفاء التيار العوني نبذت ترشيحه فيما أيدت ترشيحَهُ خصومٌ أخرى في السياسة كحزب القوات اللبنانية. (ضاعت الطاسة) ودخل الحابل بالنابل، الحزب يريد عون، أمل حليفة الحزب، أمل ترفض عون، الحزب لا يمون على أمل، الموضوع لا يسري بالمونة، الحكيم مقتنعٌ حدّ العظمة بعون، فرنجية يكابر على عون، بري يدعم رئيس المردة من تحت الطاولة فيصرح الأخير من عين التينة بأنه لن يستقيل ويصعّد بالتالي على عون.
الحريري يلعبُ جوكرًا خاصًّا، يقوم برحلات ترفيهية بين الداخل والخارج، يؤيد هذا ويؤيد ذاك، فيضيع عون أكثر ويدخل في عقدة الحسابات. ربما العماد العوني لا ينام ليلاهُ من شدّة التأزّمِ الحائل دون وصوله القصر.
مما لا شكّ فيه أن الكلّ يداعب العماد، ويرسل له شرارات وغارات وهمية قد توقعهُ في أبغض الحلال أي نوبات القلق التي من شأنِها أن تزيد وضعه الصحّي سلبًا. وهكذا الجميع سعيد وصابر، يؤيدون التأجيل كي لا يحظى العماد بأحقية الوصول، وهو بإجماعٍ كبير لن يصل، لأن كرتَهُ أصبح رديء الطبع ومهترئ.
إذًا أصبح الرهان على صحة العماد عون وليس على وصوله، فهل سيخرج الرئيس غير الرئيس بربح غير متوقع أم سيهبط في خسائر كبيرة ومتوقعة؟!