تبخرت فكرة أن المنافسة على لقب الدوري الإسباني بكرة القدم محصورة بين فريقين في المواسم القليلة الماضية، مع كسر «أتلتيكو مدريد» احتكار «ريال مدريد» و «برشلونة». لكن يبقى مفاجئا عدم تواجد «برشلونة» أو «ريال مدريد» في صدارة الترتيب، كما هو الوضع حاليا، حيث يحتل النادي الملكي المركز الثاني مع 15 نقطة، والنادي الكاتالوني المركز الرابع بفارق نقطتين.
وتدل عملية إهدار عملاقي الدوري الإسباني نقاطا على وجود خلل قد يصبح دائما في حال عدم قيام المدربين بإصلاحه في أسرع ما يمكن.
هاكم خمسة أسباب وراء معاناة «برشلونة» و «ريال مدريد» هذا الموسم.
1ـ مستوى رونالدو وغياب ميسي:
ليس من الصعب معرفة أنه في حال تراجع مستوى كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، لن يلعب «ريال مدريد» و «برشلونة» كما هو معهود. صحيح أن زملاء رونالدو وميسي ليسوا باللاعبين العاديين، لكن لا يمكن تعويض اثنين من أعظم اللاعبين.
ومنذ عودته من صيف ناجح مع منتخب البرتغال، بدا رونالدو بعيدا عن مستواه. ويعود ذلك إلى الإرهاق الذهني والبدني، وبالنتيجة غالبا ما أثر على اللعب الهجومي لفريقه. ومع عدم رضا رونالدو المتكرر من عروضه، يواجه المدرب زين الدين زيدان امتحانا حقيقيا.
وبالنسبة إلى ليونيل ميسي، لا يستطيع «برشلونة» القيام بالكثير. فقد كان الأرجنتيني عرضة للإصابة خلال الموسمين الأخيرين، وعلى «برشلونة» أن يعتاد على ذلك الأمر مع تقدم ميسي في السن. لكن حيث فشل النادي الكاتالوني، لا يُتوقع من نيمار العائد متعبا من دورة الألعاب الأولمبية أن يعوض غياب ميسي كما فعل في الموسم الفائت.
2ـ مشكلة لاعب الوسط المدافع: يظهر ذلك مدى سوء «برشلونة» و «ريال مدريد» في عملية بناء الفريق. فمع سيطرتهما على مبارياتهما، لم يكن عملاقا الدوري الإسباني بحاجة إلى لاعب وسط مدافع. لكن الهالة التي تحيط بهما بدأت تزول لدرجة أن الفرق الصغيرة لم تعد تخشى التقدم للهجوم في مواجهتهما.
بالنسبة إلى «ريال مدريد» تبدو المشكلة واضحة. فزين الدين زيدان يملك سجلا مثاليا عندما يلعب البرازيلي كاسيميرو أساسيا. وفي غيابه تشتت خط وسط النادي الملكي، ولم يعد مضمونا دفاعيا، والدليل على ذلك اهتزاز شباكه ست مرات في مبارياته الأربع الأخيرة التي انتهت بالتعادل. يكمن خطأ «ريال مدريد» في عدم ضم لاعب يغطي كاسيميرو، مع العلم أن الألماني طوني كروس والكرواتي ماتيو كوفاسيتش ليسا مثله، ما أدى إلى اضطرار زيدان إلى تعديل نظامه فبات أقل فاعلية.
أما «برشلونة» فيتعرض إلى انتقادات أقل لعدم توقعه مشكلة لاعب الوسط المدافع. فسيرخيو بوسكيتس كان اللاعب الذي اعتمد عليه الكاتالونيون لسنوات عديدة، ومشاهدته يعاني من تراجع في المستوى يعد أمرا مفاجئا. لكن أيضا ليس هنالك من خطة بديلة لـ«برشلونة». فإعادة خافيير ماسكيرانو إلى خط الوسط سيقلص أيضا قوة دفعه الهجومي. وليس أمام لويس إنريكه غير الصبر والأمل في أن يستعيد بوسكيتس مستواه في أسرع وقت ممكن.
3ـ الإرهاق: ربما كان ذلك السبب الأكثر دقة لمعاناة «ريال مدريد» و«برشلونة» خلال الموسم الحالي. فمن المتعارف عليه أن الأندية الكبيرة تختبر تراجعا في المستوى بعد صيف من الدورات الدولية الكبيرة.
وهذا الصيف كان فريدا مع إقامة بطولة أوروبا و «كوبا أميركا»، وشهد كل لاعب أساسي وأفضل خمسة بدلاء في كل من «برشلونة» و «ريال مدريد» يدافعون عن ألوان منتخباتهم الوطنية. لذا وبسبب فترة الإعداد غير المثالية للموسم الجديد، لم يكن مفاجئا إهدار العملاقين نقاطا عديدة حتى الآن.
نقطة تكتيكية أخرى هي أن طريقة لعب «برشلونة» و «ريال مدريد» تؤدي إلى إرهاق اللاعبين وبالتالي تؤثر على تناسقهما الهجومي. وكان ذلك واضحا في اكتساح «برشلونة» لـ «سلتيك» و «ليغانيس» ومن ثم خسارته أمام «ألافيش». في المقابل يُعرف «أتلتيكو مدريد» بتأقلمه على استنزاف لاعبيه، وهو نجح في تخطي الصيف القاسي وتصدر ترتيب الدوري.
4ـ ازدياد عامل المنافسة في الدوري الإسباني هذا الموسم: على الرغم من إصرار الصحافة الإنكليزية على أن الدوري الممتاز يبقى الأكثر تنافسا في العالم، لا يمكن نكران عامل المنافسة الكبيرة في الدوري الإسباني، بعد أن كانت القوة الهجومية السبب الوحيد وراء الانتصارات الكبيرة لـ «برشلونة» و «ريال مدريد» خلال المواسم الماضية.
كان اكتساح «برشلونة» للمتواضع «ليغانيس» (5 ـ 1)، دليلا صغيرا مثاليا على مدى المنافسة في الدوري الإسباني. فعلى الورق تشير النتيجة إلى سيطرة كاملة للكاتالونيين. لكن الحقيقة كانت مغايرة. فقد أقلق «ليغانيس» مرارا وتكرارا راحة خط دفاع «برشلونة» وأهدر ثلاث فرص أو أربعا للتسجيل.
كما أن نجاح «أتلتيكو مدريد» ضد عملاقي الدوري الإسباني كشف عيوبهما، وبات مدربو الفرق المنافسة الذين يدخلون المباريات ضد «برشلونة» و«ريال مدريد» يفكرون في تحقيق نتيجة إيجابية، مثل «إيبار» و «فياريال» و «ألافيش» و «لاس بالماس» و «سلتا فيغو» التي نجحت جميعها في تحقيق هذا الهدف.
5ـ تصلب زيدان وإنريكه في خططهما: على الرغم من أن «برشلونة» و «ريال مدريد» اثنان من أكبر الأندية في عالم كرة القدم، يبقى مدرباهما مستجدين في عالم التدريب، نسبيا بالتأكيد. فالتجربة التدريبية السابقة لزين الدين زيدان كانت في نادي «كاستيا» بينما بدأ لويس إنريكه التدريب على المستوى الأعلى منذ خمس سنوات فقط.
عادة ما يفتقد المدربون الشبان إلى المرونة في خططهم، أمر اعتبره بيب غوارديولا عيبا عندما كان في «برشلونة». يملك زين الدين زيدان فكرة واضحة عن أسلوبه في اللعب، مع حسن تمركز في الدفاع والهجوم، ورجحان بسيط للهجمات المرتدة. لكن عندما يواجه «ريال مدريد» فرقا تعتمد خطة دفاعية بحتة، ينهار هذا النظام، ويبقى الفريق يحاول مرارا وتكرارا في مواجهة سد منيع.
بدوره كان لويس إنريكه متصلبا، ولم يكن يلجأ إلى التغيير كون الأمور تسير بشكل جيد. حتى أن مدرب «برشلونة» ضم لاعبين بطريقة لم تترك له الكثير من البدائل عندما تسوء الأمور. فأردا توران وباكو ألكاسر ودينيس سواريز نسخ عادية للاعبين الذين يحلون مكانهم على أرض الملعب. لذا يبدو لويس إنريكه وكأنه يخاطر بعدم إحراز ألقاب في حال بقي فريقه ببعد واحد طيلة الموسم.
«برشلونة» و«ريال» يعانيان خللاً وإنريكه وزيدان مطالبان بإصلاحه
«برشلونة» و«ريال» يعانيان خللاً وإنريكه وزيدان مطالبان...لبنان الجديد
NewLebanon
التعريفات:
|
عدد القراء:
957
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro