شكك مراقبون في أن تكون خطة الرئيس السوري بشار الأسد بتركيز القصف على حلب هي دفع مسلحي الفصائل المعارضة إلى الهروب باتجاه تركيا، لافتين إلى أن الهدف هو دفع بضعة آلاف من المقاتلين إلى التجمع في إدلب لتسهل تصفيتهم.
وقال الأسد لصحيفة روسية الجمعة إن استعادة الجيش السوري السيطرة على مدينة حلب ستكون “نقطة انطلاق مهمة جدا” لدحر “الإرهابيين” في اتجاه تركيا.
وأضاف الرئيس السوري في مقابلة مع صحيفة كومسومولسكايا برافدا الروسية “ينبغي الاستمرار في تطهير هذه المنطقة ودحر الإرهابيين نحو تركيا ليعودوا من حيث أتوا أو لقتلهم. ليس هناك خيار آخر”.
وأشار المراقبون إلى أن الأسد وداعميه الروس يشتغلون على خطة أكثر منطقية بكثير من إجبار المقاتلين على الذهاب إلى تركيا. وتقوم هذه الخطة على دفع ما تبقى من فصائل المعارضة في حلب إلى إدلب، وتحويل المدينة إلى بؤرة موازية للرقة التي يتمركز بها تنظيم داعش ثم تصفية البؤرتين معا.
ولا شك أن دفع الجهاديين إلى تركيا لن يمنع استغلالهم في المستقبل كي يعاودوا التمدد مرة أخرى داخل الأراضي السورية بعد أن يعيدوا تنظيم أنفسهم ويحصلوا على المزيد من التدريب والتسليح من الداعمين الإقليميين.
ولم تكن خطة تجميع المعارضين في إدلب وليدة حصار حلب من القوات السورية، فقد دأب الأسد على فتح الأبواب أمام المسلحين للمغادرة باتجاه الشمال في مختلف المدن التي سيطر عليها هو وحلفاؤه المدعومون إيرانيا، وخاصة حزب الله.
وحصل هذا في الزبداني، وحي الوعر بحمص، والغوطة الشرقية، حيث تم تجميع المئات من المقاتلين وعائلاتهم، وفسح المجال أمامهم ليرحلوا باتجاه إدلب دون نزع أسلحتهم.
وإلى الجنوب قال سكان ومقاتلون إن المئات من مقاتلي المعارضة وأسرهم غادروا بلدتين خضعتا لسيطرتهم على المشارف الشمالية لدمشق بموجب اتفاق مع الحكومة التي تدفع معارضيها إلى مناطق بعيدة عن العاصمة.
وجاء الإجلاء بعد أن حدد الجيش لقادة البلدتين -وهما الهامة وقدسيا- مهلة لإخراج عدة مئات من المقاتلين من البلدتين أو التعرض لهجوم شامل. وكانت البلدتان تتمتعان بهدوء نسبي وفقا لاتفاقات هدنة محلية.
صحيفة العرب