تَوزّع المشهد السياسي في الساعات الأربع والعشرين الماضية بين مراوحة نهاراً، على الخط الرئاسي، ومحاولة تلمُّس خيوط الموقف النهائي للرئيس سعد الحريري، والذي يفترض أن يحسم فيه خيارَه بتأييد ترشيح رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وبين انقلاب في المشهد مساءً، حيث توجّهت الأنظار كلّها إلى باريس للوقوف على أجواء اللقاء الذي جمعَ الحريري والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير المال علي حسن خليل. أخبار العاصمة الفرنسية لم تشِ بكثير، إلّا أنّ ما توافرَ لـ»الجمهورية» من مصادر موثوقة أفاد أنّ اللقاء لم يكن منظّماً، ولم يتمّ التحضير له مسبَقاً، بل إنّه حصَل في مكان عام، إلّا أنّ ذلك لم يمنع من التداول في آخِر مستجدّات الملف الرئاسي، وأيضاً في ما يرتبط بالاتصالات التي يجريها الحريري. وبحسب المصادر كان هناك استعراض عام للمواقف، بحيث لم يبرز أيّ تبدّل فيها، وكانت أسئلة كثيرة طرَحها الحريري حول موقف بري، ومقارباته للموضوع الرئاسي في هذه المرحلة، كذلك لم يَبرز من الحريري أيّ تغيير في هذا الأمر، حيث أكّد خلال اللقاء أنّه ماضٍ في المشاورات التي يجريها، مع تأكيده أنّ سعيَه في اتّجاه ترشيح عون جدّي، وسيبلور موقفه في ضوئها. وفي هذا السياق، لفتَ ما جاء في مقدّمة نشرة أخبار قناة «أو تي في» مساء أمس، وفيه أنّ «أولى المحطات، بعد غدٍ (غداً) مع كلمة العماد عون عند مدخل قصر بعبدا، محطة بدت التعبئة الشعبية والإعلامية لها شِبه مكتملة، وهي تنبئ بلحظة جماهيرية كبرى، مع موقف وطنيّ ميثاقي جامع. بعدها، تأتي خطوة الرئيس سعد الحريري، وفي المعلومات السرّية جداً، أنّ التحضيرات بدأت لتنفيذها أيضاً، لجهة المكان والزمان والإطار والشكل والمضمون والتفاصيل كافة».
في انتظار معرفة ما في جعبة الحريري، تشخَص الأنظار غداً إلى طريق القصر الجمهوري في بعبدا لترقّبِ نوعية الخطاب الذي سيلقيه عون، العاكف على وضع اللمسات الأخيرة عليه.
«13 تشرين»
وقد واصَل «التيار الوطني الحر» استعداداته لإحياء ذكرى 13 تشرين غداً الأحد على طريق قصر بعبدا، على أن يلقي رئيسه، وزير الخارجية جبران باسيل كلمة تسبق كلمة عون، إضافةً إلى سلسلة نشاطات لها علاقة بشهداء 13 تشرين وأهاليهم وعائلاتهم، ومحطّات فنّية وصلاة إسلامية ـ مسيحية مشترَكة وإطلالات لمسؤولين في «التيار» لتقديم برنامج الاحتفال الذي يبدأ التاسعة صباحاً.
وقالت مصادر «التيار» لـ«الجمهورية» إنّ التحضيرات جارية على قدم وساق، وذلك عبر سلسلة نشاطات تستبق «اليوم الكبير» في 16 تشرين، منها عقدُ اجتماعات وجمعيات عمومية في كلّ المناطق، وحشدُ الناس وتأمين وسائل نقلِهم من المناطق البعيدة، وتحديد أوقات انطلاق المواكب وأماكنها ونقاط التقائها، وتسيير مواكب سيارة في المناطق والساحات لتحفيز الناس على المشاركة، وبثّ برامج تلفزيونية وإذاعية وإطلالات ترويجية لهذا الحدث».
وتوقّعت المصادر أن يكون الحشد كبيراً، على غرار العام الفائت، إن لم يكن أكبر، وذلك تحت عنوان «إمّا نفرح بتطبيق الميثاقية، وإمّا النضال سيستمرّ من أجل تطبيقها، وشعار: «يكون الميثاق أو لا يكون لبنان».
وعن مشاركة «القوات اللبنانية» في هذا الذكرى، قالت المصادر: «من أراد المشاركة أهلاً وسهلاً به، فنحن لا نقيم مهرجاناً مسيحياً، بل نُحيي ذكرى شهداء 13 تشرين، والدعوة مفتوحة لمن تعني لهم هذه الذكرى شيئاً، فهؤلاء الشهداء هم شهداء الوطن».
ورفضَت المصادر الردّ أو التعليق على الكلام السائد والمواقف «السلبية» ووضَعتها في «إطار التشويش لحرفِ الأنظار عن المسار الرئاسي الحالي».
وكان وفد «التيار» واصَل جولاته على الكتل والقوى السياسية للتشاور معها في ملفّ الرئاسة، وشَملت الجولة أمس رئيسَ حزب الكتائب النائب سامي الجميّل وأكّد بعدها الوزير الياس بوصعب أنّ «موضوع الرئاسة أصبح قريباً لكنّه لم يحسَم بعد»، مشدّداً على أنّ «التفاهمات يجب أن تشمل جميع الأفرقاء».
بدوره، قال الجميّل إنّ «موقفنا السياسي غير قابل للبيع والشراء، وهذا ما ناقشناه مع وفد «التيار». وأضاف: «سنستمر في التواصل، لأنّه يربطنا بـ«التيار» علاقة صداقة، لكن في السياسة نميّز بين العلاقة الشخصية والسياسية».
جنبلاط
وفي موقفٍ لافت، رأى رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط أنّه آنَ الأوان للخروج من هذا الجدال البيزنطي حول الرئاسة، وانتخاب أيّ يكن مِن دون قيد أو شرط، و»كفانا سِلالاً فارغة وأوهاماً بأنّ لبنان في جدول أولويات الدول».
وقال في تغريدة له أنْ لا حزب الله ولا غيره يستطيع تحمُّل مخاطر الفراغ.
فرنجية
أمّا فرنجية فأرسَل رسالة مبطّنة موجّهة إلى التيار الوطني الحر عبر نشرِه فيديو ساخِر على حسابه على موقع «تويتر»، يُظهر لعبةً كناية عن سيارة برتقالية اللون يتمّ تشغيلها على «الريموت كونترول»، وتحوم داخل غرفة مغلقة.
في الرابية
وحضَر الشأن الرئاسي أمس في لقاء العماد عون برئيسة بعثة الاتّحاد الأوروبي في لبنان السفيرة كريستينا لاسن التي لفتت إلى مضيّ أكثر من عامين ونصف على الفراغ الرئاسي في لبنان. وذكّرت بدعوات الاتّحاد الأوروبي المتكرّرة إلى القوى السياسية والجهات المعنية اللبنانية إلى وضع المصالح الحزبية والفردية جانباً، وإيجاد تسوية قابلة للتطبيق لانتخاب رئيس للجمهورية.
الحراك الديبلوماسي
وفي هذه الأجواء، كشفَت مصادر سياسية واسعة الاطّلاع لـ«الجمهورية» أنّ الحراك الديبلوماسي في بيروت سجّل أدنى مستوى منذ فترة طويلة، وهو أمرٌ له ما يكفي من الدلالات السلبية التي تنمّ عن أكثر من مغزى.
وعزا البعض الانكفاءةَ الديبلوماسية على المستوى السياسي إلى وجود عدد من السفراء في إجازاتهم الصيفية التي انتهى معظمُها بداية الشهر الجاري، إضافةً إلى عدم الاهتمام الدولي بما يجري على الساحة اللبنانية، نظراً إلى وجود أولويات أُخرى جَعلت اهتمامات بعض السفراء في لبنان محصورةً بالشقّ الأمني والعسكري، خصوصاً على مستوى الدوَل الغربية الداعمة للجيش والمؤسسات الأمنية، وهو ما أدّى إلى حركة وفود عسكرية على مستويات إقليمية بارزة، بعضُها في السر، وأخرى في العلن، فيما لوحِظ أنّ الحراك الأميركي وحده، إنْ بشقّه الاقتصادي والمالي لملاحقة العقوبات المفروضة على «حزب الله» والمنظمات الإرهابية في المنطقة، أو بشقّه العسكري، يَحظى بتغطية إعلامية، متى شاءت السفارة الأميركية من دون أيّ مبادرة لأي طرف لبناني آخر.
الأصول الديموقراطية
ولفتَت المصادر إلى أنّ بعض السفراء الغربيين، الذين واكبوا باهتمام محدود مبادرةَ الحريري الأخيرة التي أعقبَت عودته إلى لبنان نهاية أيلول الماضي، لم يسجّلوا أيّ مواقف معلنة، مع تشجيعهم الدائم على انتخاب رئيس من الصفّ المحايد بعيداً مِن الاصطفاف الحاد، وضرورة وقفِ مسلسل تضييع الوقت والسعي إلى عقدِ جلسة لانتخاب الرئيس بما تفرضه الأصول البرلمانية الديموقراطية وانتخاب من يَحظى بالأكثرية المعترَف بها.
وعلى رغم ذلك، فقد اكتفى بعض السفراء بطلب معلومات حول ما يجري على الساحة اللبنانية من أطراف سياسية محدودة، في اعتبار أنّ الاتّصالات على المستوى الرسمي مع وزارة الخارجية باتت في حدّها الأدنى، وهو ما عكسَه نشاط الوزارة المحدود على هذا المستوى في الأيام القليلة الماضية.
الحريري إلى بيروت
وفي هذه الأثناء، كشفَت مصادر «بيت الوسط» لـ«الجمهورية» أنّ المرحلة الثانية من جولة الحريري انتهت في فرنسا، وهو في طريق العودة إلى بيروت في الساعات المقبلة بعد زيارتين لكلّ مِن الرياض وباريس.
وقالت هذه المصادر إنّه وعلى رغم كلّ ما قيل عن وعودٍ قطعَها الحريري، فإنّ الثابت هو أنّ كلّ الخيارات ما زالت مفتوحة، بما فيها البقاء على خيار دعمِ ترشيح فرنجية أو عون، أو اللجوء إلى خيار ثالث في انتظار رصد المواقف الإقليمية والدولية من الاستحقاق، وهو ما جَهد لأجله في زيارته الأخيرة للرياض ومنها الى باريس وأيّ عاصمة أخرى يمكن أن يقصدها.
وفي الوقت الذي لم تكشف مصادر الحريري عن مواعيد جولته الخارجية، كشفَت مصادر ديبلوماسية وسياسية مطّلعة لـ«الجمهورية» أنّ الحريري ألغى من برنامج جولته الثانية العاصمتين المصرية والتركية، الأولى بسبب أجواء التوتّر بين القاهرة والرياض على خلفية الملف السوري، والثانية في انتظار جلاء نتائج الزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للرياض ولقائه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وما يمكن أن ينتج عنها في إطار المساعي المبذولة لمناقشة الوضع في حلب ودور الحلف الدولي في كلّ ما يجري، وتركيا بشكل خاص، في العراق وسوريا.
وفي الحالتين يقال أنّ عليه أن يرصد الأجواء السعودية المتشنّجة التي ألقت بظلالها على الساحتين اللبنانية والإقليمية، والتي عكسَتها ورفعَت من منسوب التوتّر فيها مواقفُ الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله الأخيرة، وتطوّرات الأزمتين اليمنية والسورية، كما عليه إعطاء الأولوية لملفّ تزخيم العمل الحكومي وإحياء نشاط مجلس النواب.
«13 تشرين»
وقد واصَل «التيار الوطني الحر» استعداداته لإحياء ذكرى 13 تشرين غداً الأحد على طريق قصر بعبدا، على أن يلقي رئيسه، وزير الخارجية جبران باسيل كلمة تسبق كلمة عون، إضافةً إلى سلسلة نشاطات لها علاقة بشهداء 13 تشرين وأهاليهم وعائلاتهم، ومحطّات فنّية وصلاة إسلامية ـ مسيحية مشترَكة وإطلالات لمسؤولين في «التيار» لتقديم برنامج الاحتفال الذي يبدأ التاسعة صباحاً.
وقالت مصادر «التيار» لـ«الجمهورية» إنّ التحضيرات جارية على قدم وساق، وذلك عبر سلسلة نشاطات تستبق «اليوم الكبير» في 16 تشرين، منها عقدُ اجتماعات وجمعيات عمومية في كلّ المناطق، وحشدُ الناس وتأمين وسائل نقلِهم من المناطق البعيدة، وتحديد أوقات انطلاق المواكب وأماكنها ونقاط التقائها، وتسيير مواكب سيارة في المناطق والساحات لتحفيز الناس على المشاركة، وبثّ برامج تلفزيونية وإذاعية وإطلالات ترويجية لهذا الحدث».
وتوقّعت المصادر أن يكون الحشد كبيراً، على غرار العام الفائت، إن لم يكن أكبر، وذلك تحت عنوان «إمّا نفرح بتطبيق الميثاقية، وإمّا النضال سيستمرّ من أجل تطبيقها، وشعار: «يكون الميثاق أو لا يكون لبنان».
وعن مشاركة «القوات اللبنانية» في هذا الذكرى، قالت المصادر: «من أراد المشاركة أهلاً وسهلاً به، فنحن لا نقيم مهرجاناً مسيحياً، بل نُحيي ذكرى شهداء 13 تشرين، والدعوة مفتوحة لمن تعني لهم هذه الذكرى شيئاً، فهؤلاء الشهداء هم شهداء الوطن».
ورفضَت المصادر الردّ أو التعليق على الكلام السائد والمواقف «السلبية» ووضَعتها في «إطار التشويش لحرفِ الأنظار عن المسار الرئاسي الحالي».
وكان وفد «التيار» واصَل جولاته على الكتل والقوى السياسية للتشاور معها في ملفّ الرئاسة، وشَملت الجولة أمس رئيسَ حزب الكتائب النائب سامي الجميّل وأكّد بعدها الوزير الياس بوصعب أنّ «موضوع الرئاسة أصبح قريباً لكنّه لم يحسَم بعد»، مشدّداً على أنّ «التفاهمات يجب أن تشمل جميع الأفرقاء».
بدوره، قال الجميّل إنّ «موقفنا السياسي غير قابل للبيع والشراء، وهذا ما ناقشناه مع وفد «التيار». وأضاف: «سنستمر في التواصل، لأنّه يربطنا بـ«التيار» علاقة صداقة، لكن في السياسة نميّز بين العلاقة الشخصية والسياسية».
جنبلاط
وفي موقفٍ لافت، رأى رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط أنّه آنَ الأوان للخروج من هذا الجدال البيزنطي حول الرئاسة، وانتخاب أيّ يكن مِن دون قيد أو شرط، و»كفانا سِلالاً فارغة وأوهاماً بأنّ لبنان في جدول أولويات الدول».
وقال في تغريدة له أنْ لا حزب الله ولا غيره يستطيع تحمُّل مخاطر الفراغ.
فرنجية
أمّا فرنجية فأرسَل رسالة مبطّنة موجّهة إلى التيار الوطني الحر عبر نشرِه فيديو ساخِر على حسابه على موقع «تويتر»، يُظهر لعبةً كناية عن سيارة برتقالية اللون يتمّ تشغيلها على «الريموت كونترول»، وتحوم داخل غرفة مغلقة.
في الرابية
وحضَر الشأن الرئاسي أمس في لقاء العماد عون برئيسة بعثة الاتّحاد الأوروبي في لبنان السفيرة كريستينا لاسن التي لفتت إلى مضيّ أكثر من عامين ونصف على الفراغ الرئاسي في لبنان. وذكّرت بدعوات الاتّحاد الأوروبي المتكرّرة إلى القوى السياسية والجهات المعنية اللبنانية إلى وضع المصالح الحزبية والفردية جانباً، وإيجاد تسوية قابلة للتطبيق لانتخاب رئيس للجمهورية.
الحراك الديبلوماسي
وفي هذه الأجواء، كشفَت مصادر سياسية واسعة الاطّلاع لـ«الجمهورية» أنّ الحراك الديبلوماسي في بيروت سجّل أدنى مستوى منذ فترة طويلة، وهو أمرٌ له ما يكفي من الدلالات السلبية التي تنمّ عن أكثر من مغزى.
وعزا البعض الانكفاءةَ الديبلوماسية على المستوى السياسي إلى وجود عدد من السفراء في إجازاتهم الصيفية التي انتهى معظمُها بداية الشهر الجاري، إضافةً إلى عدم الاهتمام الدولي بما يجري على الساحة اللبنانية، نظراً إلى وجود أولويات أُخرى جَعلت اهتمامات بعض السفراء في لبنان محصورةً بالشقّ الأمني والعسكري، خصوصاً على مستوى الدوَل الغربية الداعمة للجيش والمؤسسات الأمنية، وهو ما أدّى إلى حركة وفود عسكرية على مستويات إقليمية بارزة، بعضُها في السر، وأخرى في العلن، فيما لوحِظ أنّ الحراك الأميركي وحده، إنْ بشقّه الاقتصادي والمالي لملاحقة العقوبات المفروضة على «حزب الله» والمنظمات الإرهابية في المنطقة، أو بشقّه العسكري، يَحظى بتغطية إعلامية، متى شاءت السفارة الأميركية من دون أيّ مبادرة لأي طرف لبناني آخر.
الأصول الديموقراطية
ولفتَت المصادر إلى أنّ بعض السفراء الغربيين، الذين واكبوا باهتمام محدود مبادرةَ الحريري الأخيرة التي أعقبَت عودته إلى لبنان نهاية أيلول الماضي، لم يسجّلوا أيّ مواقف معلنة، مع تشجيعهم الدائم على انتخاب رئيس من الصفّ المحايد بعيداً مِن الاصطفاف الحاد، وضرورة وقفِ مسلسل تضييع الوقت والسعي إلى عقدِ جلسة لانتخاب الرئيس بما تفرضه الأصول البرلمانية الديموقراطية وانتخاب من يَحظى بالأكثرية المعترَف بها.
وعلى رغم ذلك، فقد اكتفى بعض السفراء بطلب معلومات حول ما يجري على الساحة اللبنانية من أطراف سياسية محدودة، في اعتبار أنّ الاتّصالات على المستوى الرسمي مع وزارة الخارجية باتت في حدّها الأدنى، وهو ما عكسَه نشاط الوزارة المحدود على هذا المستوى في الأيام القليلة الماضية.
الحريري إلى بيروت
وفي هذه الأثناء، كشفَت مصادر «بيت الوسط» لـ«الجمهورية» أنّ المرحلة الثانية من جولة الحريري انتهت في فرنسا، وهو في طريق العودة إلى بيروت في الساعات المقبلة بعد زيارتين لكلّ مِن الرياض وباريس.
وقالت هذه المصادر إنّه وعلى رغم كلّ ما قيل عن وعودٍ قطعَها الحريري، فإنّ الثابت هو أنّ كلّ الخيارات ما زالت مفتوحة، بما فيها البقاء على خيار دعمِ ترشيح فرنجية أو عون، أو اللجوء إلى خيار ثالث في انتظار رصد المواقف الإقليمية والدولية من الاستحقاق، وهو ما جَهد لأجله في زيارته الأخيرة للرياض ومنها الى باريس وأيّ عاصمة أخرى يمكن أن يقصدها.
وفي الوقت الذي لم تكشف مصادر الحريري عن مواعيد جولته الخارجية، كشفَت مصادر ديبلوماسية وسياسية مطّلعة لـ«الجمهورية» أنّ الحريري ألغى من برنامج جولته الثانية العاصمتين المصرية والتركية، الأولى بسبب أجواء التوتّر بين القاهرة والرياض على خلفية الملف السوري، والثانية في انتظار جلاء نتائج الزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للرياض ولقائه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وما يمكن أن ينتج عنها في إطار المساعي المبذولة لمناقشة الوضع في حلب ودور الحلف الدولي في كلّ ما يجري، وتركيا بشكل خاص، في العراق وسوريا.
وفي الحالتين يقال أنّ عليه أن يرصد الأجواء السعودية المتشنّجة التي ألقت بظلالها على الساحتين اللبنانية والإقليمية، والتي عكسَتها ورفعَت من منسوب التوتّر فيها مواقفُ الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله الأخيرة، وتطوّرات الأزمتين اليمنية والسورية، كما عليه إعطاء الأولوية لملفّ تزخيم العمل الحكومي وإحياء نشاط مجلس النواب.