جمهور حركة أمل يعتبر أن التطبير هو أحد أعلى مظاهر التعبير عن الحب والولاء والعشق الحسيني، في حين أن جمهور حزب الله يعتبر بأن هذا العمل هو من العادات الدخيلة على التشيع وعلى الطقوس العاشورائية.
ففي كل عام، ومع دخول شهر محرم وذكرى عاشوراء الإمام الحسين "ع"، تشتعل صفحات التواصل الإجتماعي الفيس بوك وتجمعات في المنازل والحسينيات بالنقاش الأول الطاغي على فريقي الشيعة أمل وحزب الله وهي مسألة التطبير.
فجماهير حركة أمل تعتبر أن التطبير تعبر عن العشق الحسيني ، بحيث يكون المؤمن الشيعي في هذا اليوم حاضرًا أن يؤذي نفسه وأن يسيل دمه من جسده ورأسه بكل بساطة وسهولة للقول بأنه لو كان موجودًا في تلك اللحظة مع إمامه في كربلاء لما تهاون بنصرته والقتال بين يديه وبذل دمه معه وفي سبيله.
في حين أن حزب الله يعتبر بأن هذا العمل هو من العادات الدخيلة وبحسب ما قال السيد نصرالله حيث وجه إنتقادات حول ما يقومون به من شعائر مبتدعة، مضيفًا: «إنه لمحزن ومخجل ما يقوم به جماعة ما في مكان ما كربلاء".
في سابقة لم يعتدها الجنوبيون من قبل في مراسم عاشوراء، أثار فيديو إنتشر على مواقع التواصل الإجتماعي لإحدى المسيرات الحسينية في النبطية يظهر أحد الأشخاص يرتدي زي الشخصية الكرتونية المحببة لدى الأطفال "بارني" وهو يقوم بحركات بهلوانية فوق إحدى المركبات، وأثار هذا الفيديو سخرية وسخطا كبيرين خصوصًا في صفوف الطائفة الشيعية في لبنان ممن شاهدوا الفيديو، الذين إعتبروا هذا الأمر بمثابة حطّ من شأن قدسية المناسبة، فإستنكر الناشطون تجسيد مصاب الحسين "ع" وأهل بيته بهذه الطريقة الساخرة.
وما إن تناسى اللبنانيون شخصية "بارني"، حتى فاجأهم حزب الله في شريط فيديو إنتشر عبر مواقع التواصل الإجتماعي يظهر مشهدًا تمثيليًا لحادثة كربلاء، وذلك في بلدة كفركلا الجنوبية، حيث تمّ تجسيد المعارك وإستخدام السيوف، فيما غلب على الحضور اللون الأسود لما للمناسبة من دلالة مأساوية، واللافت في هذه التمثيلية، أنّها قد شهدت تطورًا لافتًا كما يظهر الفيديو حيث يدخل الممثلون إلى ساحة المعركة في آلية مموهة، ومن ثم يشنون هجومًا وهم بكامل عتادهم وسلاحهم ولباسهم العسكري، وهذا الفيديو لاقى إستهزاءًا من قبل جمهور حركة أمل .
ببساطة تحولت عاشوراء هذا العام إلى منصة للإستهزاء المتبادل بين الجمهورين وبات كل طرف ينتظر خطأ من الآخر ليستغله ويستهزأ به.
نعرض أمامكم بعض ردود الأفعال التي حصلت بين الجمهورين والذي إلى هذه اللحظة لم ينته بعد.