المتابع لخطابات السيد نصرالله وظهوره العلني في اليومين الأخيرين من عاشوراء، يلاحظ بوضوح حضور الموضوع اليمني بشكل قوي جدًا على حساب الحدث السوري الذي كاد أن لا يذكر إلا لممًا، بالرغم من حجم التضحيات الضخمة والإستنذاف الكبير الحاصل هناك والمستمر إلى أمد غير معلوم كما لمح إليه السيد.
ومن حيث الشكل لم يكن ينقص مشهد مسيرة العاشر من محرم في الضاحية إلا ظهور الخنجر اليمني على وسط السيد حسن نصرالله ليكتمل مع مشهد الأعلام اليمنية من أجل التأكيد على حجم التضامن بين الضاحية وصنعاء.
من المؤكد أن حادثة تفجير قاعة عزاء أل رويشان وسقوط الضحايا لم يكن هو السبب الحقيقي وراء مواقف السيد الحماسية، والذي لم نشهد حجم هذه الحماسة بُعيد حادثة منى والتي راح ضحيتها عشرات الإيرانيين، والتي تتحمل المملكة مسؤوليتها بشكل أوضح ولا لبس فيه بغض النظر عن التفاصيل!!!!!!!
فإذا ما علمنا أن إجتماعات دولية سوف تعقد قريبًا في كل من لوزان ولندن بدعوة من الخارجية الروسية وسوف يحضرها بالإضافة إلى الروسي والأميركي ممثلين عن تركيا والسعودية وقطر، وبغياب مقصود لأي ممثل عن إيران، ندرك حينها حجم الخيبة الإيرانية، ونعلم بأن الروس قد " شلحوا " الإيرانيين الورقة السورية تمامًا، مما يعني غياب مقعد إيران عن طاولة المنطقة، وهذا ما لن تسكت عنه إيران بعد كل مساعيها لتكون لاعب أساسي في الإقليم ، وهذا ما لن ترضى عنه إطلاقًا، ولم يبق أمامها إلا الورقة اليمنية علها من خلالها تستطيع التعويض وحجز مقعد لها ،،، وهذا هو الجواب الطبيعي على سؤال: لماذا اليمن !