أكد الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله على "المسار السياسي الإيجابي في البلد وأن يمضي المسار في الملف الرئاسي إلى النتائج المطلوبة"، مشدداً على ان "موقفنا ثابت وحاسم"، داعياًَ الحكومة إلى "العمل الدؤوب والجاد والاهتمام البالغ بالملفات الضاغطة على اللبنانيين ولا يجوز بأي شكل من الاشكال ان تتوقف الحكومة عن الاداء بدورها".

وفي كلمة له، في العاشر من محرم، في الضاحية الجنوبية حيث اطل شخصياً على الحشود، شدد على ان "ستبقى عين المقاومة على اسرائيل وعلى الحدود اللبنانية الاسرائيلية، نحن نراقب اسرائيل"، مؤكداً ان "المقاومة الاسلامية لن تخلي الميدان في مواجهة اسرائيل وندرك جيدا ان الذي يحمي بلدنا ليست العوامل السياسية بل قوة لبنان التي تتمثل بجيشه وشعبه ومقاومته".

ولفت الى ان "عيوننا مفتوحة على الحدود الشمالية لمحاربة التكفيريين وسنبقى موجودون هناك للدفاع عن ارضنا، وهناك في سوريا ابنائكم ورجالكم يدافعون عن محور المقاومة وعن الشرف العرض ويدافعون عن التاريخ وفي هذه الحرب التي فرضها الأميركيون وآل سعود على سوريا نجدد موقفنا الوجودي والجهادي الذي اتخذناه هناك".

وأعلن ان "هناك من يراهن على تعبنا وتعبكم وعلى ان يضعفنا النزيف، هناك من يكبر بأعداد شهدائنا، نحن نفخر بشهدائنا مهما كانت أعدادهم كبيرة وهناك من يراهن على اضعافنا ماليا عبر فرض العقوبات علينا، يبحثون في الليل والنهار على أم شهيد أو زوجة شهيد لتقول لهم كلام يطمئنهم لكنهم لم يعثروا على أحد ونحن نقول لهم انه لن ننكسر لن نتعب ولن نمل".

من جهة أخرى، اشار الى ان "في هذا العام يسجل تراجع حجم الانفجارات والاعتداءات بدرجة كبيرة إذا ما قيست بالسنوات الماضية وهذا بفضل انتصارات المجاهدين في كل الساحات وهذا بسبب انكسار الكقير من الجماعات التكفيرية وعجزها عن الحاق الأذى الشديد".

وفي الشأن اليمني، فلفت نصرالله الى انه "يبدو للمراقب ان حرب اليمن من قبل السعودية المفروضة سعوديا على الشعب اليمني لا يبدو انها تخاض على قاعدة تحقيق اهداف سياسية إنما تعبر عن مستوى الحقد والضغينة والانتقام الذي يمارسه النظام السعودي بحق اليمن".

واعتبر ان "هذا الشكل من القتل والدمار ليس حربا لاغراض سياسية بل الحقد الوهابي السعودية، حرب الضغينة التي تريد ان تثأر من ارادة اليمنيين. أن يخرج شعب اليمن ليعبر عن ارادته وطلبه للاستقلال والسيادة هذا ينتقم له آل سعود من الشعب اليمني".

وذكر ان "هذه حرب هذا أفقها، في اليمن اليوم ككربلاء مشهد للمأساة للأضاحي والاجساد المقطعة، في الصالة الكبرى في صنعاء وفي كل اليمن، هناك مشهد للأحزان والدموع وهناك مشهد للبطولة والفوروسية والصمود في وجه آلة القتل السعودية الأميركية"، مشدداً على ان "اليمن لن يخضع لهذه الحرب ولن يسقط أمامها".

واكد انه "في اليمن يوجد  ئات الآلاف من المقاتلين الشجعان الصادين الذين لا تخيفهم لا الجبال ولا الصحاري، ما زالوا يقاتلون بشجاعتهم وصنعوا الانتصارات وسيصنعون الانتصار. وكما قال المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران السيد علي الخامنئي في هذه الحرب سيمرمغ أنف آل سعود بالوحل".

وتطرق نصرالله في كلمته، الى الملف الفلسطيني، مشيراً الى انه "يتأكد كل يوم ان خيار شعبها الحقيقي هو الخيار الصائب. انتفاضة القدس والجهاد والمقاومة ومواجهة المحتلين. الكثيرون راهنوا ان انتفاضة القدس ستفشل وتنتهي، لكن الايام الماضية اثبتت ان هذه الانتفاضة موجودة في عمق ووجدان وعقول وقلوب شباب فلسطين".

ولفت الى ان "الاسرائيليين سيفهمون ان ارض فلسطين هي ارض الموت والخسارة والدم وان على الاسرائيليين ان يعودوا مع عائلاتهم إلى البلدات التي جاءوا منها، هذه هي رسالة المقاومة في فلسطين".

واعتبر ان "مجاملة الاسرائيليين في عزاء أو فرح لن تقدم شيئاً للشعب الفلسطيني، اسرائيل هي التي تحصل دائما من الاميركيين على الاسلحة الحديثة والدعم اللامحدود ومن يتابع الآن المرشحة الديمقراطية في انتخابات الرئاسة الاميركية هيلاري كلينتون والمرشح الجمهورية لانتخابات الرئاسية الاميركية دونالد ترامب يجد انهما يتنافسان حول الدعم المطلق لاسرئايل أما فلسطين فليس لها مكان في أي مناظرة".

واكد ان "الشعب الفلسطيني يعي طريقه ومصيره ويواصل دربه، ونحن في لبنان كما في كل يوم ولأننا مع شعب فلسطين نجدد انتماءنا إلى نفس الموقع والمعركة والمصير".

اما في الملف العراقي، فرأى نصرالله ان العراقيين "يتجهون لحسم معركتهم المصيرية مع "داعش" وينتقلون من نصر إلى نصر. بتعاونهم وتآزرهم في مواجهة الارهابيين والتكفيريين صنعوا انتصاراتهم. ارتكبت بحقهم المجازر واليوم القوات العراقية تتجه إلى الموصل".

ووجه كلمة إلى العراقيين، قائلاً ان "الأميركيين يريدون فتح الطريق من الموصل إلى المنطقة الشرقية في سوريا، والعراقيون يعرفون انه فتحت الطريق من الفلوجة إلى سوريا. أميركا تريد اليوم تكديس داعش في المنطقة الشرقية في سوريا ومن أجل الشعب العراقي إن تكديس داعش في سوريا سيؤدي إلى ان تستغل وجودها وتزيد من عملياتها العسكرية والارهابية وسوف تحشد داعش لتعود من جديد إلى العراق".

واشار الى ان "هذا الخداع الأميركي سيضيع انتصاركم في الموصل يجب ان تضرب داعش ويعتقل قيادييها وزجهم في السجن لا ان تفتح لهم الطريق إلى سوريا لأ وجودهم في سوريا سيشكل خطرا على العراق بدرجة أولى".

وعن البحرين، حيا نصرالله "الشعب البحريني، ونحيي وفاءه لقضيته وصموده وعزمه على مواصلة مسيرته للدفاع عن حقوقه المشروعة. ونقول لهم اصبروا لأن الذي يقفون خلف ظلمكم يتجهون إلى الهاوية والسقوط ببركة جهود الشعب البحريني. نرفع الصوت لنلفت العالم وخصوصا الشعوب الحية إلى هذه القضية في البحرين ليتحمل الجميع مسؤوليته".