اطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله شخصياً امام الحشود المشاركة في احياء ليلة العاشر من محرم وتطرق في كلمته الى الاوضاع الداخلية وما يتعرض له الشعب اليمني والتطورات السورية، وهاجم بعنف المملكة العربية السعودية مؤكداً ان «دماء اليمنيين ستجرف السعودية الى ابد التاريخ» وان الارهاب في العالم يرجع بالفكر والمال الى السعودية، وتساءل اين هي مليارات الدولارات؟ الى أين تذهبون وانتم عاجزون عن الدفاع عن مواقعكم على الحدود امام الحفاة اليمنيين، مؤكداً ان الحل المتاح اليوم هو ان يعود الحكام في السعودية الى عقولهم وان يُنصحوا من حلفائهم، واضاف: «اذا كان لها في اي مكان في العالم ان يقدم نصيحة لحكام السعودية بوقف سفك دماء اليمنيين والا هذا الدم سيجرفهم الى ابد التاريخ» وعلق على المجزرة التي ارتكبتها الرياض في مجلس عزاء في صنعاء وقال «هذه المجزرة هي فضيحة كبرى للنظام السعودي ويرفضون التحقيق الدولي، حتى ان السعودية لا تسمح للجرحى بمغادرة البلد ولا تسمح بوصول مساعدات طبية للجرحى». وتابع «على السعودية ان تقتنع ان لا امل لها بالانتصار وان من سينتصر هو الدم اليمني المظلوم» وجزم سماحته بان «السعودية ارتكبت خطأ تاريخيا عندما ظنت انها تستطيع ان تحسم المعركة في اليمن وان تسجل نصراً عظيماً خلال اسابيع، وهذا العقل المستكبر الذي استضعف اليمنيين واحتقرهم ونظر اليهم بنظرة دونية واعتقد بالانتصار. ها هو يهزم اليوم، وهذا الخطأ في الفهم سببه هذا العقل، مؤكداً ان الانتصار سيكون للشعب اليمني الذي صمد بوجه كل العواصف وكل الحشد الدولي.
وفي الملف اللبناني الداخلي، أعلن السيد حسن نصرالله تأييده اي تحولات سياسية ايجابية توصل الاستحقاق الرئاسي للنتجية، وقال انه منذ «اليوم الاول خيارنا واضحا وقبل عامين وفي مثل هذه الليلة اعلنت اننا بشكل واضح وعلني دعمنا للعماد ميشال عون، واخذنا خياراً ان لا نذهب للجلسات اذا لم يصل مرشحنا، وهذا حقنا القانوني وفتح علينا سيل من الاتهامات، وسيبقى حتى انتخاب الرئىس اننا نعطل الانتخاب».
وقال السيد نصرالله ان «اللبنانيين مطالبون ببذل الجهود للتفاهم والتلاقي لانتخاب رئىس وتشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع ويبدأ التحضير للانتخابات النيابية، نحن لا ننتظر شيئاً من المنطقة ولا نريد توظيف التطورات في المنطقة في لبنان».
وتساءل السيد نصرالله «اذا انسحب فرنجية هل ستحصل انتخابات رئاسية؟»، واضاف هم يريدون «مشكلا بيننا وبين حلفائنا، وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان»، وأشار الى أن المطلوب هو حوارات لايجاد تفاهمات والمساعدة على انجاز هذا الاستحقاق».
وفي الموضوع السوري قال سماحته «مشهد المنطقة حالياً هو مشهد توتر وتصعيد ولا يبدو ان هناك مسارات للتفاوض او الحلول، واشار الى ان سوريا كانت امام فرصة لوقف القتال واعادة اطلاق المسار السياسي لكن سرعان ما خرج الاميركيون من الاتفاق وعطلوه وقطعوا الاتصالات السياسية لانهم اكتشفوا بان فصل النصرة عن الجماعات المسلحة غير متاح، واميركا ستواصل تقديم الدعم للجماعات المسلحة. وكشف ان لدى الادارة الاميركية مشروع تكديس مسلحي داعش في المنطقة الشرقية وفتح الطريق امام داعش للخروج من الموصل والتوجه الى الرقة ودير الزور.
واكد السيد نصرالله «انه في المدى المنظور لا يبدو ان هناك افقاً لحلول سياسية او معالجات سياسية والساحة مفتوحة على المزيد من التوتر والمطلوب هو الصمود والثبات والبقاء في الميادين واكبر انجاز لسوريا والجيش السوري وحلفاء سوريا انهم منعوا ان تسقط سوريا في يد الجماعات التكفيرية الارهابية وجميع الذين يدافعون عن سوريا يدافعون عن محور المقاومة.

 اشارات حريرية سلبية ضد عين التينة 

اما على صعيد الاتصالات السياسية فكانت لافتة الرسائل الاعلامية السلبية التي وصلت للرئيس نبيه بري عبر وسائل اعلامية محسوبة على المستقبل، ونقلت عنه كلاماً بأنه «لن ينتخب العماد ميشال عون حتى لو بقي وحيداً»، وهذا ما استدعى رداً من المكتب الاعلامي للرئيس بري الذي نادراً ما يرد على تسريبة اعلامية.
وقد اعتبرت مصادر نيابية هذه «التسريبة» اشارات تعبرعن المأزق الذي يعيشه سعد الحريري ومحاولة تصدير هذا المأزق الى غيره وتحديداً الى الرئيس نبيه بري وتحميله مسؤولية فشل الاتصالات الاخيرة المتعلقة بمجيء العماد ميشال عون واسقاط التسوية عبر مواقفه.
وفي هذا الاطار، فان زيارة النائب سليمان فرنجية الى الرئيس نبيه بري لم تحمل جديداً خصوصاً ان النائب سليمان  فرنجية ما زال يؤكد انه مرشح لرئاسة الجمهورية ولن يتراجع حتى لو بقي وحيداً، في حين رأى السياسيون ان هذا الترشيح له دلالاته كونه اطلق من عين التينة، بالتزامن مع جولة الوزير جبران باسيل على قيادات حزبية لوضعها في جو ترشيح العماد عون، وبالتالي كلام فرنجية حمل رسالة واضحة في ظل الانتقادات التي وجهها للعماد ميشال عون ودعوته للنزول الى جلسة 31 تشرين الاول ويتم الانتخاب «وصحتين لمن يربح» رغم ان فرنجية يعرف ان العماد عون لن ينزل الى المجلس النيابي الا بتوافق شامل وان يكون المرشح الوحيد لرئاسة الجمهورية.

 بري: اعمل للتوافق وغيري للتفاهمات 

اما الرئىس نبيه بري فجدد امام زواره تأكيد على ان نواب كتلة التنمية والتحرير شاركوا في كل الجلسات الرئاسية، وسينزلون في 31 تشرين الاول، وغيرنا لا ينزل، ولا نسأل نحن عن عرقلة انتخاب الرئيس.
وقال: انا اعمل للتوافق الوطني وغيري يعمل للتفاهمات وقال: ليس عندي شيء جديد بالنسبة للرئاسة، لكن وزير المالية علي حسن خليل اكد اننا نعيش ازمة كبيرة لا تحل بتفاهمات ثنائية او من خلال اعادة انتاج تفاهمات حصلت سابقاً بين اطراف مع بعضها البعض، ان العقد المطلوب هو عقد وطني جامع نحققه من خلال تفاهم وطني واسع بين كل القوى السياسية المشاركة على طاولة الحوار، لكن التفاهمات الداخلية تستوجب تفاهمات على تسوية شاملة قادرة على الاحاطة بهواجس الجميع.

 جولة باسيل وتمني دعم الحلفاء 

وجال وزير الخارجية جبران باسيل على النائب طلال ارسلان وحزبي الطاشناق والقومي لوضع حلفائه في التطورات السياسية الاخيرة، وكشف الوزير باسيل للذين التقاهم بوجود قرار عند سعد الحريري بدعم العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، مؤكداً عدم وجود صفقة بل تفاهمات مع تيار المستقبل حول الملف الرئاسي، وبالمقابل حرص العماد عون على ابلاغ حلفائه والحصول على تأييدهم، ونقل النائب طلال ارسلان لباسيل حرصه على وحدة الحلفاء وانه سيقوم باتصالات مع الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله والنائب سليمان فرنجية، فيما الطاشناق موقفه واضح من دعم العماد ميشال عون، والحزب القومي سيقوم باتصالات مع الحلفاء.
الوزير باسيل يقوم باتصالاته لاقناع الحلفاء، لان التفاهم مع تيار المستقبل يقضي بأن يتولى التيار الوطني اقناع حلفائه جميعاً بالنزول الى المجلس النيابي وتحديداً حزب الله والرئيس نبيه بري وباقي اطراف 8 اذار، فالحريري لا يريد ان يتكرر معه اذ اعلن ترشيح العماد عون ما حصل للنائب سليمان فرنجية مع حلفائه وعدم قدرته على اقناع حزب الله بتأييده، وهذا ما ادى الى فشل تسويق سليمان فرنجية، وبالتالي يريد الحريري ضمانة بان توافق قوى 8 آذار جميعها على العماد عون قبل اعلان الترشيح، فيما يتولى المستقبل اقناع قوى 14 آذار، وبدون هذه الموافقة فان الحريري سيبقى متريثاً والمطلوب من العماد عون اقناع حزب الله بالتدخل لدى الرئيس بري والاخرين لتبني ترشيحه ومن هنا تأتي زيارات باسيل، وتبقى العقبة الاساسية عند الرئيس نبيه بري وضرورة التفاهم معه ومع النائب سليمان فرنجية لفتح الابواب جدياً امام حصول الاستحقاق الرئاسي وانتخاب العماد عون، وبدون التوافق الداخلي والتفاهم الشامل فان الصورة الرئاسية ستبقى معقدة.