كتاب الموطأ لمالك هو أول كتاب مدون في الفقه ويلاحظ أن مالك لم يكتبه بيده وإنما أملاه على تلامذته لذا تتعدد وتختلف وتتناقض روايات الموطأ كلها تخلو من الإستشهاد بالقرآن الكريم وكلها تعتمد أساسا على روايات منسوبة لابن شهاب الزهري هذا مع أن مالكا مولود بالمدينة عام 93 بعد حوالي 15 عاما من الرحيل النهائي لابن شهاب الزهري عن المدينة واعتكافه في قصور الأمويين في دمشق وبالتالي فإن مالكا الذي كان خصما لابن اسحاق اشترك مع ابن اسحاق في الزعم الكاذب أنه روى عن ابن شهاب الزهري ويشترك معه في أنه أيضا روى أحاديث رواها ابن شهاب الزهري عن النبي( ص) مع أن الزهري مولود بعد حوالي نصف قرن من وفاة النبي (ص) بالتالي فإن أول كتابين في السيرة والسُّنة مؤسسان على الكذب وما جاء بعدهما من كتب، تابعهما وزاد في الكذب والإفتراء .
عموما كان العصر الأموي عصر الرواية الشفهية والعلم السطحي غير المتخصص ثم بدأ التدوين والنهضة العلمية في العصر العباسي الأول، لم يكن العرب علميا في مستوى ثقافي يسمح لهم بالتدبر العلمي في القرآن الكريم ،هم جميعا مؤمنون وكافرون انبهروا فقط بفصاحة القرآن هذا علاوة على ان العرب انشغلوا في صراعاتهم الداخلية ومواجهة أعداء الخارج. بعد وفاة النبي (ص ) دخلوا بحروب الردة والفتوحات والفتنة الكبرى وظلوا في صراعات سياسية وعسكرية طيلة الدولة الأموية وجزءاً من العصر العباسي الأول حتى استقرت أمور الدولة العباسية نسبيا في عهد الخليفة المهدي العباسي والذي شهد عصره تأليف أول كتاب في السيرة لابن اسحاق ( ت 152 هجرية ) .
ثم كتاب الموطأ لمالك فيما بعد وبدأت الحركة العلمية شفوية بسيطة لا تعرف التخصص وكان الرواد العلماء من الموالي ( من غير العرب ). وأبناء أهل الكتاب الذين دخلوا حديثا في الإسلام وهؤلاء حملوا في داخلهم حقدهم وثقافتهم الموروثة وثوابتهم الدينية ودخلوا بها على القرآن الكريم يفرضون عليه أهواءهم فيما عُرِفَ بالتفسير والتأويل فقاموا بتحريف معاني المصطلحات القرآنية بل قاموا بإلغاء تشريعاته بزعم النسخ وإخضاع معانيه لما يزيفون من أحاديث ثم يجعلون تلك الأحاديث المفتراة تلغي أي تنسخ تشريع رب العزة في القرآن الكريم. لم يحظ القرآن بما يستحق من ايمان واهتمام حتى علماء النحو والبلاغة هجروا القرآن جزئيا وفضلوا عليه الاستشهاد بأشعار العرب مع اعترافهم بإعجاز القرآن في الفصاحة ولم يعرفوا غير الفصاحة إعجازا للقرآن ؟!
العلماء الفلاسفة الحكماء كالفارابي وابن سينا والرازي والكندي وجابر بن حيان والخوارزمي والبيروني الخ ولُّوا وجوههم شطر الفلسفة اليونانية ومن خلالها نظروا الى القرآن الكريم على أنه معجز للعرب فقط في فصاحته هذا التعامل مع القران الكريم أصبح عادة سيئة راسخة من وقتها وحتى الان بل قامت عليها ما يسمى بعلوم القرآن وهي التي قلنا فيها أنها تطعن بالقران.
بهذا ظل القران الكريم كتابا غير مقروء حتى ظهر أهل القرآن الذين يقرؤونه طلبا للهداية ويحتكمون اليه في اساطير ومفتريات السُّنة والتشيع والتصوف ويتدبرونه من داخله .