أثار كلام السيد حسن نصر الله بالأمس جدالا واسعا على شبكات التواصل الإجتماعي بين مؤيد ورافض لكلامه.
إنتقد نصر الله في كلامه العادات وبدع وصفها بالخرافات دخلت على المذهب الشيعي وممارسات الشيعة في عاشوراء من أفعال المطبرين وتجسيد الإمام علي بشكل أسد إلى غيرها من المواضيع.
ولا بد من التأكيد أن ما قاله نصر الله حول  هذا الموضوع هو صحيح فهذه العادات والبدع لم يرد نصا صريحا أو صحيحا بوجوبها أو حلالها بل هي عادات توارثتها الأجيال عبر الزمن وحولتها إلى حقائق وشعائر ومعظمها مستورد من ثقافات الأمم الأخرى.
ولكن في المقابل، هناك سؤال يجب أن يأخذ حقه في هذا النقاش الحاصل، وهو موجه للسيد نصر الله مباشرة عن أحقية ومشروعية القتال إلى جانب بشار الأسد.
نفس بشار الأسد ونظامه ، قاتل الأطفال وهادم المدن ومهجر السوريين الأبرياء وغيرها من الفظائع، يقاتل إلى جانبه حزب الله.
أليست بدعة أن تقاتل إلى جانب قاتل الأطفال ؟ وهل ورد نصا صريحا أو حتى رواية ضعيفة عن أهل البيت  تبرر القتال إلى جانب الظالمين ومحاربة المظلومين؟
فالتطبير  وبعض الشعائر الغير مهذبة هي موضع رفض لأنها بالدرجة الأولى تسوق بأسلوب سيء عن المذهب الشيعي والتشيع.
ولكن ضمن نفس السياق، يحق لنا أن نسأل، هل القتال إلى جانب بشار الأسد يقدم ويسوق صورة جميلة عن التشيع أو يزيد الأمور سوء؟
مع هذا ، يحاول حزب الله تبرير دخوله بحجة الدفاع عن المقدسات في سوريا وتحديدا مقام السيدة زينب في دمشق.
وهذا المقام موجود في تلك البقعة الجغرافية منذ آلاف السنين ولم يهدده أحد بسوء وكان بحماية أهل السنة والجماعة.
لكن مع بداية الثورة السورية ، روج إعلام النظام السوري ومعه حزب الله لتهديدات محتملة من قبل بعض الجماعات لهدم المقام وكتب على جدرانه :" سترحلين مع النظام".
وهي عبارة كانت كفيلة بتأجيج مشاعر طائفية شيعية تريد حماية المقام.
وهنا يجب تحديد حجم الخطر والتهديد ولو أن الشك كبير بموضوع ما كتب على المقام خصوصا أن أي شخص حتى من النظام يستطيع أن يكتب هذا الشعار ويلصقه بأطراف آخرين.
لم يحصل تهديد حقيقي للمقام ولكن حزب الله تدخل ضمن ما يعرف بالحرب الإستباقية.
والحرب الإستباقية هي حرب نوايا يرفضها الإسلام رفضا قاطعا فالإمام علي لم يبدأ اي معركة خاضها في تاريخه ولكم عبرة بما حصل بواقعة الجمل مع طلحة والزبير والإمام الحسين لم يبدأ قتال يزيد بل إنتظر وصبر حتى بدأوا القتال.
فأي دليل ديني صادر عن أهل البيت يبرر الحرب الإستباقية أو حرب النوايا يا سيد حسن؟
وهل تقبل السيدة زينب لو إفترضنا وجود التهديد أن تهدم كل سوريا حجرا وبشرا بحجة الدفاع عنها؟
فالقتال في حلب ليس دفاعا عن مقدسات أو مقامات لم يصدر تشريع إلهي أو من أهل البيت يبيح الدفاع عنها وشن حروب بإسمها وتدمر بلاد على أساسها.
والبدعة هنا هي القتال بكل عناوينه والشبهات كثيرة، فالدافع والهدف والوسيلة في حرب سوريا كلها بدع وأهل البيت براء منها.
البدعة هي القتال تحت عناوين دينية  فلا تحشر يا سيد حسن أهل البيت والسيدة زينب بزاوية رؤيتك فقط أو تحولها لشعار لحفظ مصالح المقاومة أو للتعبئة فهناك أساليب أخرى للتعبئة سياسية ووطنية تجنب الوطن والشيعة بالأخص الويلات ولأن الخطأ اليوم يمكن إستدراكه أما خطأ الماضي فسيجلب الدمار والعار على الإسلام والمسلمين.
فلو ذهبت وقاتلت بعناوين سياسية لكان حجم الإعتراض عليك أقل بكثير ولأخذت الأمور منحى آخر.
فلا فرق بين بدعة الخرافات الشعائرية وبدعة القتال مع بشار، فأهل البيت براء منهما.