قالت مصادر في كتلة "المستقبل" لـ"الجمهورية" إنّ السعودية عندما تريد أن تبلّغَ إلى الحريري شيئاً ما، تبلّغه إياه مباشرةً وليس عبر موفدين أو عبر تغريدات، فهكذا هي طبيعة العلاقة بين الحريري والمملكة. ولا يخفى على أحد الموقف السعودي الواضح بعدمِ التدخّل في الشأن اللبناني، ونقطة على السطر".

وأشارت المصادر إلى أنّ مشاورات الحريري يومية ودائمة، وليست مرتبطة ببرنامج زمني محدّد، بغية البحث عن إيجاد حلول لإنهاء الشغور الرئاسي.
 
وبدا جلياً أنّ الرابية لم تتفاعل لا سلباً ولا إيجاباً مع التغريدة السعودية، وتعكس أجواؤها أنّها خلافاً لكلّ ما يقال، لا تتوقف عند الموقف السعودي الذي هي على بيّنةٍ منه، بل إنّ أكثر ما يهمّها هو موقف الحريري دون غيره.
 
وقد لقيَت التغريدة السعودية تفسيرات وقراءات متناقضة، بحيث رأى البعض فيها رسالة سعودية الى الحريري برفضِ خياره الجديد ترشيحَ عون، في حين توقّف البعض الآخر عند الشكل قبل المضمون، معتبرين أنّ القائم بالأعمال السعودي لا يتمتّع بهامش كبير لإطلاق تغريدة "شخصية" أو التعليق سياسياً، بل إنه قام عبر تغريدته بإرسال "رسالة سياسية بامتياز".
 
وأمّا البعض الآخر، فقد قرأ في التغريدة الأولى رأياً شخصياً للبخاري مبنيّاً على كلام للفيصل عن عبَيد، لأنّه كان صديقاً له، إلّا أنّ هذا الرأي لا يعبّر عن رأي المملكة، لا يمثّل توجّهاتها بملف رئاسة الجمهورية.
 
وبالتالي قد تكون السعودية ترغب أو لا ترغب بوصول عون إلى الرئاسة، لكنّها ترغب بشكل أكيد أن يكون المسيحيون مكوّناً مطمئناً في البيئة العربية والإسلامية. فيما لاحَظ البعض الثالث أنّ التغريدة الأولى للبخاري جاءت غداة عودة موفد النائب وليد جنبلاط الوزير وائل ابو فاعور من الرياض، والذي عاد منها من دون جواب سعودي شافٍ، رأى فيها البعض الآخر أنّها تشكّل الجواب السعودي الثالث؛ فالأوّل عبّر عنه وزير الخارجية عادل الجبير قبل أيام أمام وزير خارجية فرنسا جان مارك ايرولت بأنّ الحريري حرّ في خياراته، ومسؤول عن عواقبها. والثاني حينما لم تعطِ المملكة للحريري خلال زيارته الأخيرة الى الرياض جوابَها القاطع، وأمّا الجواب الثالث فتجلّى في نتائج زيارتَي أبو فاعور إلى المملكة.