يولي علم النفس أهمية كبرى لتبادل الهدايا ويكون هذا ضمن الإهتمام المتبادل بين الأفراد والمجتمعات والدول .
فالملوك كانوا يرسلون الرسائل والهدايا لبعضهم البعض. فهذه بلقيس أرادت أن ترسل بهديتها الى سليمان لتحمي دولتها من سلطان الملك ومن السيطرة على أرضها. والمجتمع العربي من المحتمل لم تكن فيه تبادل الورود كهدية بين أفرادها وخاصة في الأسرة بل على العكس من ذلك كان لوأد البنات وقتلهن طرق وفنون . مع العلم أن هناك بعض الأشعار تشير الى الياسمين والمسك في العصر الجاهلي . وبما أن الامام الحسين ولد في المدينة وطبيعة هذه الأرض تختلف عن مكة من ناحية الزراعة والمياه كان للورد وجوداً فيها . فالورد يسر الناظرين ويدخل السرور والبهجة على الحاضرين إنها ثقافة السرور والبهجة. ويذكر الراغب الأصفهاني أن أحد ملوك بابل بعث لملكٍ آخر شجرة الورد بشوكها فرد الملك بهدية غريبة ألا وهي شجرة الغبيراء ومن خصائصها أنها تملك رائحة السموم وتورث الداء . ندم الملك المتسرع بعدما أينعت الشجرة زهورا جميلة وصحح خطأه بإرسال وردة الحلاف التي هي شفاء لهذا الداء. هكذا كان الملوك يفعلون إلا أن الامام صاحب الذوق الرفيع والفن الجميل رد التحية بأجمل منها واليك الرواية. قال أنس : "كنت عند الحسين عليه السلام ، فدخلت عليه جارية فحيّته بطاقة ريحان ، فقال لها : أنت حرة لوجه الله ، فقلتُ : تجيئك بطاقة ريحان لا خطر لها فتعتقها ؟. قال : كذا أدّبنا الله ، قال الله : ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) وكان أحسن منها عتقُها ." إنها ثقافة الورود وثقافة التراحم والمحبة فهذا الحسين صاحب المروءة والهمة العالية يتعلم من القرآن بل هو القرآن الناطق ويتأدب بتعاليم ربه وزيادة يستنبط موقفاً قرآنياً يطبقه على الفور ففي موقفه دروساً جماً. فَلَو نظرت الى كليوبترا حين أولمت لأنطونيو وليمةً وحرصت على تزيين مجلسها بالورود الكثيرة وعلمت نتائج الخديعة والدناءة . لعلمت أنك توالي اناساً عظماء رحماء لا يرقى اليهم الطير. فالإمام الحسين يجسد السعادة والسرور ليملأ القلوب الحزينة بكأس العشق والحب انه السبيل الى الإصلاح لتحيا الشعوب وتسعد بأيامها فليس الحسين حزنا وسواداً بل الحسين يقول:" افرحوا لفرحنا واحزنوا لحزننا ".
انها ثقافة الورود الجميلة كن جميلا ترى الوجود جميلاً السلام عليك يا ابا عبد الله. بقلم: حسان أمين الزين.